للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتضم هذه العوالم المتباينة كلها. تضمها في حزمتين اثنتين، وفي صفين متقابلين، تحت رايتين عامتين. مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى .. ومَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى .. من أعطى نفسه وماله. واتقى غضب الله وعذابه. وصدق بهذه العقيدة التي إذا قيل (الحسنى) كانت اسما لها وعلما عليها.

ومن بخل بنفسه وماله. واستغنى عن الله وهداه. وكذب بهذه الحسنى ..

هذان هما الصفان اللذان يلتقي فيهما شتات النفوس، وشتات السعي، وشتات المناهج، وشتات الغايات. ولكل منهما في هذه الحياة طريق .. ولكل منهما في طريقه توفيق!).

٢ - عند قوله تعالى: وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى قال ابن كثير: (وروى ابن أبي حاتم عن أبي بن كعب قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسنى قال: «الحسنى الجنة»).

٣ - بمناسبة قوله تعالى: فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى في المؤمن وفَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى في الكافر. قال ابن كثير: (والآيات في هذا المعنى كثيرة دالة على أن الله عزّ وجل يجازي من قصد الخير بالتوفيق له، ومن قصد الشر بالخذلان، وكل ذلك بقدر مقدر، والأحاديث الدالة على هذا المعنى كثيرة.

(رواية أبي بكر الصديق رضي الله عنه) روى الإمام أحمد عن طلحة بن عبيد الله ابن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن أبيه قال: سمعت أبي يذكر أن أباه سمع أبا بكر وهو يقول: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله أنعمل على ما فرغ منه أو على أمر مؤتنف؟ قال: «بل على أمر قد فرغ منه» قال ففيم العمل يا رسول الله؟ قال: «كل ميسر لما خلق له».

(رواية علي رضي الله عنه) روى البخاري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بقيع الغرقد في جنازة فقال: «ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار» فقالوا: يا رسول الله أفلا نتكل؟ فقال:

«اعملوا فكل ميسر لما خلق له» ثم قرأ فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى إلى قوله لِلْعُسْرى.

(حديث آخر) روى ابن جرير عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم غربت فيه شمسه إلا وبجنبتيها ملكان يناديان بنداء يسمعه خلق الله كلهم إلا الثقلين:

<<  <  ج: ص:  >  >>