للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن الساعة التي تبعثر فيها القبور، وتحدثنا عما يكون فيها، وهذا مظهر من مظاهر صلتها بما قبلها، ولعلنا نلاحظ أن هذه المجموعة لها خصائص معينة في كونها تعالج معاني سلبية في الإنسان وذلك مظهر من مظاهر أسباب تعدد المجموعات القرآنية، إذ تؤدي كل منها خدمة في مجال التربية والتعليم، والبيان والتفصيل، وهو مدى لا يحاط به. ومن ثم فلا يغني عن ختم القرآن وتكراره شئ. فكل سورة فيها جديد، وكل مجموعة فيها جديد، وكل قسم فيه جديد، وكل ذلك يترك آثاره الخاصة في النفس البشرية.

[سورة القارعة]

وهي إحدى عشرة آية وهذه هي:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ [سورة القارعة (١٠١): الآيات ١ الى ١١]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الْقارِعَةُ (١) مَا الْقارِعَةُ (٢) وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ (٣) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ (٤)

وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (٥) فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ (٦) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (٧) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ (٨) فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ (٩)

وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ (١٠) نارٌ حامِيَةٌ (١١)

[التفسير]

الْقارِعَةُ قال ابن كثير: القارعة من أسماء يوم القيامة كالحاقة والطامة والصاخة والغاشية وغير ذلك

مَا الْقارِعَةُ هذا سؤال يراد به تعظيم أمرها وتفخيم شأنها:

وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ قال النسفي: أي شئ أعلمك ما هي، ومن أين علمت ذلك؟ أقول: وفي السؤال الثاني كذلك تفخيم آخر لشأنها.

قال ابن كثير: ثم فسر ذلك بقوله: يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ قال النسفي: (شبههم بالفراش في الكثرة والانتشار والضعف والذلة والتطاير إلى الداعي من كل جانب، كما يتطاير

<<  <  ج: ص:  >  >>