للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩ - روى الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قام رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من الحاج يا رسول الله؟ قال: الشعث التفل، فقام فقال: أي الحج أفضل يا رسول الله؟ قال: العج (١) والثج، فقام آخر فقال: ما السبيل يا رسول الله؟ قال:

الزاد والراحلة» وورد تفسير السبيل بأنه الزاد والراحلة في أكثر من حديث، وأكثر من طريق.

١٠ - روى سعيد بن منصور عن عكرمة قال: لما نزلت وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ قالت اليهود: فنحن مسلمون، قال الله- عزّ وجل- فأخصمهم فحجهم يعني فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله فرض على المسلمين حج البيت من استطاع إليه سبيلا» فقالوا: لم يكتب علينا، وأبوا أن يحجوا. قال تعالى وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ اهـ. وبمثل هذا يرد على من ادعى الإسلام، وفاته الإذعان، أو رافق ادعاءه كفر وفجور.

١١ - في إسناد صحيح عن عمر قال: «من أطاق الحج فلم يحج فسواء عليه مات يهوديا أو نصرانيا» وروى سعيد بن منصور في سننه عن الحسن البصري قال: «قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه: «لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار، فينظر إلى كل من كان عنده جدة فلم يحج، فيضربوا عليهم الجزية، ما هم بمسلمين، ما هم بمسلمين» وكلام عمر يحمل على من جحد، أو تحمل الجزية على العقوبة التعزيرية، ونفي الإسلام من باب المبالغة في الإنكار.

١٢ - في قوله تعالى وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ بعد ذكر فريضة الحج تأكيد وتشديد على ترك الحج. فالله غني عن العالمين بمعنى: مستغن عنهم وعن طاعتهم.

ذكر هذا بعد قوله وَمَنْ كَفَرَ مكان: ومن لم يحج تغليظا على تاركي الحج. وقال:

غني عن العالمين، ولم يقل (عنه) لما فيه من الدلالة على الاستغناء عنه، وعمم ليدل على الاستغناء الكامل. وفي ذلك زيادة إبراز لعظيم السخط الذي يستحقه من ترك الحج.

قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ المنزلة على رسوله والآيات الظاهرة على يدي رسوله مما يشهد بصدقه. وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلى ما تَعْمَلُونَ أي: والحال أن الله شهيد على أعمالكم فيجازيكم عليها أفلا تستحيون، أفلا تخافون، أفلا تحذرون؟!

قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ. الصد: المنع، وسبيل الله:

دينه الحق، وطريقه التي أمر بسلوكها: وهو الإسلام، أي لم تمنعون الناس عن


(١) العج الإكثار من التلبية والثج الإكثار من إراقة الدم أي الذبح.

<<  <  ج: ص:  >  >>