للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولذلك فإننا نكتفي بأن نقول:

إن سورة البقرة بدأت بمقدمة تتحدث عن المتقين، والكافرين، والمنافقين، ثم جاء القسم الأول والثاني فيها ليحكما بناء التقوى وأركانها، حتى إذا استقرت التقوى وقامت، جاء القسم الثالث آمرا بالدخول في الإسلام كله، كل ذلك رأيناه أثناء تفسير سورة البقرة.

وجاءت بعد ذلك سورة آل عمران؛ لتفصل في مقدمة سورة البقرة، وامتداداتها ضمن سياقها الخاص، فأرست الأسس النظرية في أقسامها الثلاثة الأولى؛ لتتوجه بعد ذلك لعملية البناء للمجتمع الإسلامي؛ من خلال الحركة والصراع، ومن خلال الدروس اليومية؛ والتوجيه المباشر. وقد رأينا كيف تكرر كثيرا اشتقاق الفلاح والتقوى، ونلاحظ أن الآية الأولى في القسم الخامس تنتهي بقوله تعالى فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ وأن الآية الأخيرة في القسم والسورة تنتهي بقوله تعالى لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.

إن القسمين الأخيرين في السورة يوضحان لنا طريق الفلاح، ويجنباننا طريق الخسران الذي هو ضد الفلاح، وصلة ذلك بمقدمة سورة البقرة لا تخفى.

<<  <  ج: ص:  >  >>