للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن إسرافيل، قال: عمن؟ قال: عن اللوح المحفوظ. قال: عمن؟ قال: عن القلم، قال: عمن؟ قال: عن رب العالمين، قال: وكيف ذلك؟ قال: يأمر الله فيكتب على اللوح، وينزل اللوح على إسرافيل، ويبلغ ميكائيل جبريل.

قال: صدقت يا محمد. فأخبرني عن جبريل في زي الذكران هو أم في زي الإناث؟ قال: في زي الذكران. قال: صدقت يا محمد، فأخبرني ما طعامه وشرابه؟ قال: يا بن سلام، طعامه التسبيح وشرابه التهليل. قال: صدقت يا محمد، فأخبرني ما طوله وما عرضه، وما صفته وما لباسه؟ قال: يا بن سلام، الملائكة لا توصف بالطول والعرض لأنهم أرواح نورانية لا أجسام جثمانية، ضوءه كضوء النهار في ظلمة الليل، له أربعة وعشرون جناحاً خضراء مشبكة بالدر والياقوت، مختومة بالدر واللؤلؤ والمرجان، عليه وشاح، بطانته من استبرق وهي تأخذ بالبصر، وطهارته الوقار وإزاره الكرامة ووجهه كالزعفران، لا يأكل ولا يشرب ولا يسهو ولا يمل ولا ينسى، وهو قائم بأمر وحي الله تعالى إلى يوم القيامة.

قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن بدء خلق الدنيا، وأخبرني عن بدء خلق آدم. قال: نعم، إن الله سبحانه وتعالى تقدست أسماؤه، وجل ثناؤه ولا إله غيره، خلق آدم من طين بيده وخلق الطين من الزبد، وخلق الزبد من الموج، وخلق الموج من الماء.

قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن آدم لم سمي آدم؟ قال: لأنه خلق من طين الأرض وأديمها. قال: صدقت يا محمد، قال: فآدم خلق من طينة واحدة أم من الطين كله قال: يا بن سلام: بل خلق من الطين كله، ولو خلق من طينة واحدة لما عرف الناس بعضهم بعضاً ولكانوا على صورة واحدة قال: صدقت يا محمد، فهل

<<  <   >  >>