للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(زوجي كليل تهامة): هو مما يضرب به المثل في الحسن، لأنها بلا دجارة وليس فيها رياح باردة، فإذا كان الليل كان وهج الحر ساكنًا فيطيب الليل لأهلها بالنسبة لما كانوا فيه من أذى حر النهار، ولهذا قالت: "لا حر ولا قر) أي: شدة برد، وللنسائي بدله: "ولا برد"، وهما بالفتح بلا تنوين، ولأبي عبيد بالرفع منونا.

(ولا مخافة ولا سآمة) أي: ملل، زاد الهيثم: "ولا وخامة" بخاء معجمة، أي: ثقل، زاد الزبير: "والغيث غيث عمامة"، والحاصل أنها وصفت زوجها بطيب العشرة وحسنها واعتدال الحال وسلامة الباطن وعدم الشر فلا تخاف أذاه، وعدم السآمة منها أو منه لحسن عشرته ولين جانبه وخفة وطأته.

(قالت الخامسة): اسمها "حبي" بضم المهملة وتشديد الموحدة مقصور: بنت علقمة.

(زوجي إن دخل فهد): بفتح الفاء وكسر الهاء، أي: فعل فعل الفهود، وشبهته بالفهد في لينه وغفلته مدحًا، لان الفهد يوصف بالحياء وقلة الشر وكثرة النوم.

(وإذا خرج أسد): بفتح أوله وكسر السين، أي: فعل فعل الأسود من الشهامة والصرامة بين الناس.

(ولا يسأل عما عهد) أي: أنَّه كثير الكرم شديد التغاضي، لا يتفقد ما ذهب من بيته من مال أو طعام، وقيل: إنها أرادت الذم، وهو أنَّه يثب عليها بالجِماع لغلظ طباعه وليس عنده ما عند الناس من المداعبة والملاعبة قبله، أو بالضرب والبطش، وإذا خرج على الناس كان أمره أشد من الجرأة والإقدام، ولا يتفقد حالها وحال بيتها ولا يحتاج إليه.

والأكثر شرحوه على المدح، ووقع في رواية الزبير بن بكار مقلوبًا: "إذا دخل أسد، وإذا خرج فهد"، فإن صح فالمراد: أنَّه إذا خرج إلى الناس كان في غاية الرزانة والوقار وحسن السمت، وإذا دخل منزله كان متفضلًا مواسيًا، لأن الأسد وصف بأنه إذا افترس أكل من فريسته

<<  <  ج: ص:  >  >>