للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال: قُلْتُ: فَأَينَ كُنْتَ تَوَجَّهُ؟ قَال: حَيثُ وَجَّهَنِي اللهُ. وَاقْتَصَّ الْحَدِيثَ بِنَحْو حَدِيثِ سُلَيمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَقَال فِي الْحَدِيثِ: فَتَنَافَرَا إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْكُهَّانِ. قَال: فَلَمْ يَزَلْ أَخِي، أُنيسٌ يَمْدَحُهُ حَتَّى غَلَبَهُ. قَال: فَأَخَذْنَا صِرْمَتَهُ فَضَمَمْنَاهَا إِلَى صِرْمَتِنَا، وَقَال أَيضًا فِي حَدِيثِهِ: قَال: فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَطَافَ بِالْبيتِ وَصَلَّى رَكْعَتَينِ خَلْفَ الْمَقَامِ. قَال: فَأَتَيتُهُ،

ــ

وهذه الرواية أسقطت الكسر فجعلته سنتين ولم أر من تعرض لهذا الجمع أحدًا من الشراح والله سبحانه وتعالى أعلم.

(قال) عبد الله بن الصامت (قلت) لأبي ذر (فأين كنت توجّهُ) بحذف إحدى التاءين لأنه من باب تَفعَّل الخماسي أي فإلى أي جهة تتوجه في صلاتك (قال) أبو ذر أتوجه (حيث وجّهني الله) تعالى إليه (واقتص) أي ذكر عبد الله بن عون (الحديث) السابق (بنحو حديث سليمان بن المغيرة) أي بقريبه في المعنى واللفظ (و) لكن (قال) ابن عون (في الحديث فتنافرا) أي تحاكما أي تحاكم أنيس والرجل الآخر المتسابق معه (إلى رجل من الكهان) أشعر منهما (قال) أبو ذر (فلم يزل أخي أنيس يمدحه) أي يمدح ذلك الكاهن (حتى غلبه) أي حتى غلب أنيس الرجل الآخر في الشعر (قال) أبو ذر (فأخذنا صرمته) أي صرمة الرجل الآخر وإبله لعوض المسابقة لأن أنيسًا غلبه (فضممناها) أي ضممنا صرمة الرجل الآخر (إلى صرمتنا) أي إلى إبلنا فجمعنا الصرمتين قوله (فلم يزل أخي أنيس يمدحه حتى غلبه" قال القرطبي أي إنه لم يزل ينشد الشعر المقتضي المدح حتى حكم له الكاهن بالغلبة على الآخر وأنه أشعر منه ولعلّ مراده أن أنيسًا جعل ينشد الأشعار في مدح الكاهن نفسه مرتجلًا وعجز الآخر عن ذلك فحكم له الكاهن بالغلبة فأخذ صرمة الآخر فجمعناها مع صرمتنا قال القرطبي أيضًا وإنما ذكر أبو ذر هذا المعنى ليبين أن أخاه أنيسًا كان شاعرًا مجيدًا بحيث يحكم له بغلبة الشعراء ومن هو كذلك يعلم أنه عالم بالشعر ولما كان كذلك وسمع القرآن علم يقينًا أنه ليس بشعر كما قال سابقًا: وقد وضعته على أقراء الشعر فلم يلتئم أنه شعر اهـ.

(وقال) ابن عون (أيضًا في حديثه) أي في روايته (قال) أبو ذر (فجاء النبي صلّي الله عليه وسلم فطاف بالبيت وصلّى ركعتين خلف المقام قال) أبو ذر (فأتيته) صلى الله

<<  <  ج: ص:  >  >>