للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيَّ)، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ رَبِيعةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فِيمَا رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى أَنَّهُ قَال: "يَا عِبَادِي، إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَينَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلَا تَظَالمُوا. يَا عِبَادِي، كُلُّكُم ضَالٌّ إلا مَنْ هَدَيتُهُ

ــ

محمد) بن حسّان الأسدي (الدمشقي) ثقة من (٩) روى عنه في (٤) أبواب (حدثنا سعيد بن عبد العزيز) التنوخي الدمشقي ثقة من (٧) روى عنه في (٤) أبواب (عن ربيعة بن يزيد) القصير الأيادي أبي شعيب الدمشقي ثقة من (٤) روى عنه في (٧) أبواب (عن) عائذ الله بن عبد الله بن عمرو الشامي (أبي إدريس الخولاني) العوذي بفتحتين آخره معجمة ثقة من (٣) روى عنه في (٨) أبواب (عن أبي ذر) الغفاري الربذي رضي الله عنه (عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما) أي في الحديث القدسي الذي (روى) النبي صلّى الله عليه وسلم لفظه (عن الله تبارك) أي تزايد خيره مرة بعد مرة وعم إحسانه برًا وفاجرًا (وتعالى) أي ترفع عن كل ما لا يليق به وهذا السند من سداسياته (أنّه) تعالى (قال يا عبادي إنّي حرمت الظلم) الذي هو وضع الشيء في غير موضعه (على نفسي) المقدسة قال النووي معناه تقدّست عن الظلم وتعاليت عنه والحق أن تحريم الله الظلم على نفسه صفة ثابتة له نثبتها ونعتقدها لا نكيفها ولا نمثلها ليس كمثله شيء وهو السميع البصير قال العيني أصل الظلم الجور ومجاوزة الحد ومعناه الشرعي وضع الشيء في غير موضعه وقيل التصرف في ملك الغير بغير إذنه أقول كلاهما محال على الله تعالى ولما كان تحريم الشيء يقتضي المنع منه سمى الله تعالى تنزهه عنه وامتناعه عليه تحريمًا مشاكلة لما بعده اهـ والله أعلم.

(وجعلته) أي جعلت الظلم (بينكم محرمًا فلا ثظالموا) أي فلا يظلم بعضكم بعضًا أصله فلا تتظالموا حذفت إحدى التاءين تخفيفًا لتوالي الأمثال (يا عبادي كلكم ضمالٌّ) أي مخطئون عن طريق الهدى (إلا من هديته) إي إلا من دللته على طريق الهدى قال المازري ظاهر هذا أنهم خُلقوا على الضلال إلا من هداه الله تعالى وفي الحديث المشهور كل مولود يولد على الفطرة فقد يكون المراد بالأول وصفهم بما كانوا عليه قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم وأنهم لو تركوا وما في طباعهم من إيثار الشهوات والراحة وإهمال النظر في مصنوعات الله تعالى لضلوا وهذا الثاني أظهر اهـ نووي

<<  <  ج: ص:  >  >>