للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٩٩٩ - (٢٨١٧) (١٧٧) حدَّثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ. قَال: قَال رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "احتَجَّتِ النَّارُ وَالْجَنَّةُ. فَقَالتْ هَذِهِ: يَدخُلُنِي الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ. وَقَالت هَذِه: يَدْخُلُني الضُّعَفَاءُ وَالْمَسَاكِينُ. فَقَال الله، عَزَّ وَجَلَّ، لِهذِهِ: أَنْتِ عَذَابِي

ــ

وهو الخاصرة اهـ مصباح، وقال النووي: قوله حقويه بفتح الحاء وكسرها وهما معقد الإزار، والمراد هنا ما يحاذي ذلك الموضع من جنبيه اهـ.

ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الرابع من الترجمة وهو كون النَّار مسكن الجبارين إلخ بحديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:

٦٩٩٩ - (٢٨١٧) (١٧٧) (حدَّثنا) محمَّد بن يَحْيَى (بن أبي عمر) العدني المكيِّ (حدَّثنا سفيان) بن عيينة (عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (قال) أبو هريرة (قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: احتجت) أي اختصمت (النَّار والجنة) وتفاخرت كل منهما على الأخرى، قال النووي: هذا الحديث على ظاهره وإن الله تعالى جعل في النَّار والجنة تمييزًا تدركان به فتحاجتا ولا يلزم من هذا أن يكون ذلك التَّمييز دائمًا فيهما، وقال القرطبي: ظاهر هذه المحاجة أنَّها لسان مقال فيكون خزنة كل منهما هم القائلون بذلك ويجوز أن يخلق الله ذلك القول فيما شاء من أجزاء الجنَّة والنَّار، وقد قلنا فيما تقدم أنَّه لا يشترط عقلًا في الأصوات المقطعة أن يكون محلها حيًّا خلافًا لمن اشترط ذلك من المتكلمين، ولو سلمنا لكان من الممكن أن يخلق الله في بعض أجزاء الجنَّة والنَّار الجمادية حياة بحيث يصدر ذلك القول عنه، والأول أولى والله تعالى أعلم اهـ من المفهم. والحاصل أن محاجة النَّار والجنة تحتمل أن تكون بلسان المقال وأن تكون بلسان الحال (فقالت هذه) أي النَّار (يدخلني الجبارون) على ضعفاء النَّاس ولا يبالون بهم (والمتكبرون) عن طاعة الله وعبادته أو المعظمون أنفسهم على غيرهم، قيل هما مترادفان لغة، فالثاني تأكيد لسابقه أو المتكبر هو المتعظم بما ليس فيه والمتجبر الممنوع الذي لا يوصل إليه أو الذي لا يكترث ضعفاء النَّاس وسقطهم (وقالت هذه) أي الجنَّة (يدخلني الضعفاء والمساكين) أي ضعفاء النَّاس الذين لا يلتفت إليهم لمسكنتهم فهما مترادفان، وقيل الضعف في الجسم كالزمن والمسكنة في المال (فقال الله عزَّ وجل لهذه) النَّار (أنت عذابي) وعقوبتي أي محل

<<  <  ج: ص:  >  >>