للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال قَتَادَةُ: وَذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا. ويمْلأُ عَلَيهِ خَضِرًا إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ

ــ

النار (قال قتادة وذكر لنا) بالبناء للمجهول (أنه يفسح) أي يوسع (له في قبره سبعون ذراعًا) يحتمل أن يكون هذا على ظاهره ويكون معناه أنه ترفع الموانع عن بصره فيبصر مما يجاوره مقدار سبعين ذراعًا حتى لا تناله ظلمة القبر ولا ضيقه متى رد روحه فيه إليه، ويحتمل أن يكون ذلك كله استعارة عن سعة رحمة الله تعالى له وإكرامه إياه كما يقال: برد الله مضجعه ووسع قبره، والأول أولى والله أعلم.

(ويملأ عليه خضرًا إلى يوم يبعثون) أي يملأ الله له في قبره خضرًا أي نعمًا غضة ناعمة، وأصله من خضرة الشجر، والخضر بكسر الضاد اسم جنس للنبات الرطب الأخضر اهـ مفهم، والمعنى يملأ له قبره نعمًا خضرًا إلى يوم القيامة.

قوله (انظر إلى مقعدك من النار) قال العيني: وفي رواية أبي داود فيقال له هذا بيتك كان في النار ولكن الله عزَّ وجلَّ عصمك ورحمك فأبدلك به بيتًا في الجنة فيقول لهم دعوني حتى أذهب فأبشر أهلي فيقال له اسكت اهـ.

قوله (إنه يفسح له في قبره) هكذا في البخاري، قال العيني: كلمة في زائدة إذ الأصل يفسح له قبره اهـ.

قوله (ويملأ) قبره (عليه) أي له (خضرًا) بفتح الخاء وكسر الضاد المعجمتين أي ريحانًا ونحوه ويستمر كذلك (إلى يوم يبعثون) اهـ مناوي.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في الجنائز باب الميت يسمع خفق النعال [١٣٣٨] وباب ما جاء في عذاب القبر [١٣٧٤]، وأبو داود في الجنائز باب المشي في النعل بين القبور [٣٢٣١] وفي السنة باب في المسألة في القبر وعذاب القبر [١٣٧٤]، والنسائي في الجنائز باب المسألة في القبر [٢٠٥٠] وباب مسألة الكافر [٢٠٥١].

قوله صلى الله عليه وسلم (إن العبد إذا وُضع في قبره) وزاد أبو داود في السنة [٤/ ٢٣٨] قبله من طريق سعيد عن قتادة عن أنس إن نبي الله صلى الله عليه وسلم دخل نخلًا لبني النجار فسمع صوتًا ففزع فقال: "من أصحاب هذه القبور؟ " قالوا: يا رسول الله أناس ماتوا في الجاهلية، فقال: "تعوذوا بالله من عذاب النار ومن فتنة الدجال" قالوا:

<<  <  ج: ص:  >  >>