للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقُلْتُ: اخْرُجْ إِلَيَّ. فَقَدْ عَلِمْتُ أَينَ أَنْتَ. فَخَرَجَ. فَقُلْتُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنِ اختَبَأْتَ مِنِّي؟ قَال: أَنَا، وَاللهِ، أُحَدِّثُكَ. ثُمَّ لَا أَكْذِبُكَ. خَشِيتُ، وَاللهِ، أَنْ أُحَدِّثَكَ فَأَكْذِبَكَ. وَأَنْ أَعِدَكَ فَأُخْلِفَكَ. وَكُنْتَ صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -. وَكُنْتُ، وَاللهِ، مُعْسِرًا. قَال: قُلْتُ: آللهِ. قَال: اللهِ. قُلْتُ: آللهِ. قَال: اللهِ. قُلْتُ: آللهِ. قَال: اللهِ. قَال: فَأَتَى بِصَحِيفَتِهِ فَمَحَاهَا بِيَدِهِ. فَقَال:

ــ

(فقلت) له (اخرج إليّ فقد علمت أين أنت) أي في أي مكان أنت، قال أبو اليسر (فخرج) إليّ من أريكتها (فقلت) له (ما حملك) وبعثك (على أن اختبأت) واختفيت (مني) فـ (قال) لي (أنا والله أحدّثك) وأخبرك خبرًا صادقًا في بيان سبب اختفائي عنك (ثم) بعد بيان سبب اختفائي عنك (لا أكذبك) أي لا أخبرك الكذب في شأن قضاء دينك بالوعد لك في قضائه، وأنا لا أقدر على قضائه (خشيت والله أن أحدّثك) وأخبرك في شأن دينك بالوعد لك في قضائه (فكذبك) أي فأخبرك الكذب في قضائه (وأن أعدك) في قضائه (فأخلفك) أي فأخلف وعدك في قضائه، وهذه الجملة مفسرة لما قبلها (و) الحال أنك (كنت صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) يعني أنني أصدقك الآن في بيان سبب اختفائي عنك وهو أني خشيت إن واجهتك أن أكذب في وعدي لك وأنت صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأرفع من أن يكذب في مواجهتك أحد (وكنت) أنا (والله معسرًا) عن قضاء دينك (قال) أبو اليسر (قلت) لمديني (الله) أي أقسمت لك بالله هل كنت معسرًا عن قضاء ديني (قال) المدين (الله) أي والله كنت معسرًا عن قضاء دينك (قلت) له ثانيًا (والله) هل كنت معسرًا (قال) ثانيًا و (الله) كنت معسرًا (قلت) له ثالثًا (آلله) هل كنت معسرًا (قال) ثالثًا و (الله) كنت معسرًا، كرر القسم من الجهتين لمبالغة التأكيد، قوله (قلت آلله) بمد همزة الاستفهام الداخلة على همزة الوصل في الجلالة، ولفظ الجلالة مجرور بحرف قسم محذوف فكأنه قال أقسمت لك بالله هل كنت معسرًا عن قضاء ديني، وقوله (قال الله) بلا مد همزة لأنه جواب لسؤال استفهام الدائن فلا تصلح فيه همزة الاستفهام، ولفظ الجلالة مجرور بحرف قسم محذوف فكأنه قال أقسمت لك بالله كنت معسرًا عن قضاء دينك (قال) وليد بن عبادة (فأتى) أبو اليسر (بصحيفته) أي بضمامته ودفتره التي كتب فيها ديونه وآجالها (فمحاها) أي فمحى صحيفته أي محى دين هذا المدين الذي ادعى الإعسار (بيده) عن تلك الصحيفة (فقال) أبو اليسر

<<  <  ج: ص:  >  >>