للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي يَدِهِ عُرْجُونُ ابْنِ طَابٍ. فَرَأَى فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ نُخَامَةً فَحَكَّهَا بِالْعُرْجُونِ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَينَا فَقَال: "أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يُعْرِضَ اللهُ عَنْهُ؟ لا قَال: فَخَشَعْنَا. ثُمَّ قَال: "أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يُعْرِضَ اللهُ عَنْهُ؟ " قَال: فَخَشَعْنَا. ثُمَّ قَال:

ــ

المسجد النبوي، وهذا الحديث لا علاقة له بما قبله من جواز الصلاة في الثوب الواحد وإنما ذكره مستقلًا لكون عبادة بن الوليد وأبيه أتيا إليه طالبين للحديث (وفي يده) الشريفة (عرجون ابن طاب) والعرجون بضمتين بينهما راء ساكنة عود العنقود من النخل مشتمل على شماريخ كثيرة، والشماريخ جمع شمراخ والشمراخ الحبال التي تنفرد به كل حبة من حبوب الرطب وابن طاب نوع من أنواع التمر، قال القرطبي؛ والعرجون عود الكباسة والكباسة والعذق والعثكال والعثكول كله واحد وكل غصن من أغصان الكباس فيه شمراخ والشمراخ هو الذي عليه السير من خمس إلى ثمان، وابن طاب نوع من التمر طيب، قال ابن حمزة: ابن طاب عذق بالمدينة والعذق بفتح العين النخل نفسه اهـ من الأبي (فرأى) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (في قبلة المسجد) أي في الجهة التي يستقبلها المصلي في صلاته من المسجد (نُخامة) بضم النون وبالميم وهي ما يخرج من الصدر من الفضلة، والمخاط بالميم وبالطاء ما يخرج من الأنف، والنخاعة بضم النون وبالعين المهملة اسم مشترك بين ما يخرج من الصدر وما يخرج من الأنف اهـ من موهبة ذي الفضل للترمسي على بافضل (فحكها) أي حك تلك النخامة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من جدار المسجد ولكنها يبست عليه (بالعرجون) أي بعود الكياسة (ثم أقبل) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (علينا) معاشر الحاضرين في المسجد بوجهه الشريف (فقال) مخاطبًا لنا (أيكم) أيها المسلمون (يحب) لنفسه (أن يعرض الله) سبحانه (عنه) في صلاته بوجهه المقدس، وإعراض الله سبحانه عن عبده صفة ثابتة لله نثبتها ونعتقدها لا نكيفها ولا نمثلها أثرها عدم قبول عمله عنه (قال) جابر (فخشعنا) أي فزعنا لذلك أي لما قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من إعراض الله عنا يقال خشع له وتخشع إذا تذلل له، قال ابن سلام: الخشوع الخوف الثابت في القلب، وقال الليث: الخشوع قريب المعنى إلى الخضوع إلا أن الخضوع يكون في البدن والبصر والصوت، قال القاضي: كذا رويناه بالخاء المعجمة عن الأكثرين، ورويناه عن القاضي الشهيد (فجشعنا) بالجيم وكسر الشين ومعناهما صحيح فمعناه بالخاء الخوف والتذلل وبالجيم الفزع (ثم قال)

<<  <  ج: ص:  >  >>