للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيرٍ. ثَمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عَلَيهِ السَّلامُ. قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَال: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَال: مُحَمَّدٌ. قَال: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيهِ؟ قَال: قَدْ بُعِثَ إِلَيهِ. فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِإِدْرِيسَ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيرٍ. قَال اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}

ــ

كأن الجمال جزئ نصفين فأعطي أحدهما وقسم النصف الآخر بين أولاد آدم إلا النبي صلى الله عليه وسلم فإنه أعطي الجمال الكامل، ويذكر عن الشيخ الفقيه العارف أبي محمد المرجاني أنه كان يقول في هذا الموضع: لا يقسم الفريضة إلا من يعرف عولها، فلولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطي كل الحسن لم يعرف شطره. اهـ من الأبي، وفيه أيضًا (فإن قلت) وصفه يوسف - عليه السلام - بالحسن يدل أن الذي لقي الأجساد (قلت) الصحيح في الروح أنها جسم لطيف فتوصف بالحسن كما يوصف الجسد به. اهـ. (فرحب) بي يوسف - عليه السلام - (ودعا لي بخير) عظيم (ثم عرج بنا) جبريل - عليه السلام - (إلى السماء الرابعة) وتسمى بـ (الماعون) وهي من نحاس (فاستفتح جبريل - عليه السلام -) خازنها (قيل) لجبريل (من هذا؟ ) المستفتح (قال) جبريل أنا (جبريل، قيل) له (ومن معك؟ قال) جبريل معي (محمد) صلى الله عليه وسلم (قال) خازن الباب أ (وقد بعث إليه؟ قال) جبريل نعم (قد بعث إليه ففتح لنا) الباب (فـ) لما علونا على السماء الرابعة (إذا أنا) راء (بإدريس) بن يرد بن مهلايل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم وهو أول من خاط الثياب وقبله يلبسون الجلود (فرحب) بي إدريس (ودعا لي بخير، قال الله عزَّ وجلَّ) في ذكر شأن إدريس ({وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (٥٧)}) أي رفعنا إدريس إلى مكان عال هو السماء الرابعة، قال الأبي: قال بعضهم: خص بأنه رفع إلى السماء الرابعة كما رفع عيسى إلى السماء إلا أنه مات في السماء الرابعة ولم يمت عيسى، وسبب رفعه فيما ذكر ابن عباس وغيره أنه كان له خليل من الملائكة فرفعه على جناحه بإذن الله سبحانه إلى السماء الرابعة فلقي بها ملك الموت فقال له: قيل لي اهبط إلى الرابعة واقبض بها روح إدريس وما أدري كيف؟ فقال له الملك الصاعد: هذا إدريس معي فقبض روحه، وقال مجاهد وغيره: إنه لم يمت والحديث نص أن هذا كان في الرابعة، وعن ابن عباس أن ذلك كان في السادسة، وثبت ذلك في بعض روايات حديث الإسراء، وقال جماعة: المراد بالرفع رفع المنزلة وهو في السماء كغيره من الأنبياء عليهم السلام. اهـ أبي

<<  <  ج: ص:  >  >>