للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ظَهْرَهُ طَبَقَةً وَاحِدَةَ. كُلَّمَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ خَرَّ عَلَى قَفَاهُ. ثُمَّ يَرْفَعُونَ رُؤُوسَهُمْ، وَقَدْ تَحَوَّلَ فِي صُورَتِهِ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ. فَقَال: أَنَا رَبُّكُمْ. فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا. ثُمَّ يُضْرَبُ الْجِسْرُ عَلَى جَهَنَّمَ. وَتَحِلُّ الشَّفَاعَةُ

ــ

وتعالى (ظهره طبقة واحدة) أي صحيفة ولوحة واحدة لا يقدر على انحناء ظهره فضيحة له على تزويره في الدنيا، قال الهروي وغيره: الطبق بفتحتين فقار الظهر أي صار ظهره فقارة واحدة كالصحيفة فلا يقدر على السجود.

قال النووي: وقد يتوهم من هذا الحديث أن المنافقين يرون الله تعالى مع المؤمنين وقد ذهب إلى ذلك طائفة حكاه ابن فورك لقوله صلى الله عليه وسلم وتبقى هذه فيها منافقوها فيأتيهم الله تعالى، وهذا الذي قالوه باطل بل لا يراه المنافقون بإجماع من يعتد به من علماء المسلمين وليس في هذا الحديث تصريح برؤيتهم لله تعالى وإنما فيه أن الجمع الذي فيه المؤمنون والمنافقون يرون الصورة ثم بعد ذلك يرون الله تعالى وهذا لا يقتضي أن جميعهم يرونه وقد قامت دلائل الكتاب والسنة على أن المنافق لا يراه سبحانه وتعالى، قال السنوسي: وهذا من باب إسناد الحكم إلى المجموع فيكتفى فيه بالبعض في إثبات الرؤية للجمع الذي فيه المؤمنون والمنافقون ويصدق برؤية البعض وهم المؤمنون.

(كلما أراد) وقصد (أن يسجد خر) وسقط (على قفاه) أي على مؤخر رأسه (ثم يرفعون رؤوسهم) من السجود (وقد تحول) أي وقد أزال الصورة الممتحن بها فيرونه (في صورته التي رأوه) وعلموه (فيها) أي بها (أول مرة) أي علموها له أول مرة أي في الدنيا بقوله {لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ}.

قال النواوي: ومعنى قوله (وقد تحول في صورته) أي وقد أزال المانع لهم من رؤيته وتجلى لهم في صورته التي علموها له في كتابه العزيز أول مرة. اهـ بتصرف.

قال الخطابي: وهذه الرؤية التي في هذا المقام يوم القيامة غير الرؤية التي هي في الجنة لكرامة أولياء الله تعالى وإنما هذه للامتحان (فقال) لهم سبحانه (أنا ربكم فيقولون أنت ربنا ثم يضرب الجسر) الذي هو الصراط أي يمد ويبسط (على) متن (جهنم) وظهرها وفوقها والجسر بفتح الجيم وكسرها لغتان مشهورتان وهو في الأصل القنطرة فوق الأنهار (وتحل) بكسر الحاء وقيل بضمها أي تقع (الشفاعة) ويؤذن فيها للشافعين

<<  <  ج: ص:  >  >>