للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنَّهُ سَمعَ شَرَاحِيلَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ: أَنَّهُ سَمعَ أَبَا هُرَيرَةَ يَقُولُ: قَال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، يَأْتُونَكُمْ مِنَ الأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ

ــ

(أنَّه سَمعَ شَرَاحِيلَ بن يَزِيدَ) بفتح الشين غير مصروف، المَعَافريَّ المصريَّ، صدوق، من السادسة، مات بعد العشرين ومائة، روى عنه (عخ مق د).

(يقولُ: أخبرني مُسْلِمُ بن يَسَارِ) المِصْريُّ التابعيُّ المُحَدِّثُ (أنَّه) أي: أَنَّ مسلمَ بنَ يَسَارٍ (سَمعَ أبا هُرَيرَةَ) رضي الله عنه حالةَ كَوْنِه (يقولُ: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يكونُ في آخِرِ الزمانِ" في أُمَّتي (دَجَّالونَ كَذَّابون).

و(الدجَّالون): جَمْعُ دَجَّال، وهو الذي يُمَوِّه الباطلَ ويُزَيِّنهُ لِيَسْتُرَ به الحقَّ ويعدمَه، ويُنْكِرَ الحقَّ أصلَّا، كالدجَّال في آخر الزمان.

قال النوويُّ: (قال ثعلبٌ: كُلُّ كَذَّابٍ فهو دجَّال، وقيل: الدجَّال المُمَوِّهُ، يُقال: دجل فلان إِذا موه، ودجل الحق بباطله إِذا غطاه، وحَكَى ابنُ فارسٍ هذا الثاني عن ثعلب أيضًا) (١).

و(الكَذَّابون): جمع كَذَّاب، وهو الذي غلب كَذِبُه على صِدْقِه وإِن لم يموه كذبه، فذِكْرُ الكذَّاب بعد الدجَّال من ذِكْر العامّ بعد الخاصّ.

وعبارةُ "المفهم" (١/ ١١٩): (الدجَّالُ: الكذَّابُ المُمَوِّهُ بكذبه الملبّس به، يُقال: دجل الحق بباطله؛ أي: غطّاه، ودجل؛ أي: مؤه وكذب به، وبه سُمِّي الكذّاب الأعور، وقيل: سُمِّي بذلك لضَرْبِه في الأرض وقَطْعِه نواحيَها، يُقال: دجُل الرجل -بالفتح والضمّ- إِذا فَعَلَ ذلك، حكاه ثعلبٌ) (٢).

(يَأتُونَكُمْ) ويُخبرونكم (من الأحاديثِ) الموضوعةِ والأكاذيبِ الباطلةِ المنسوبةِ عندهم إِلى النبي صلى الله عليه وسلم، وتسميتُها أحاديثَ بالنَّظَرِ إِلى زَعْمِهم، وإِلَّا .. فليستْ بأحاديثَ (بما لم تَسْمَعُوا أنتم) من آبائكم (ولا أباؤُكم) أي: وبما لم يَسْمَعْ آباؤكم عمَّن قبلهم.


(١) "شرح صحيح مسلم" (١/ ٧٩).
(٢) انظر "إكمال المعلم" (١/ ١١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>