للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَرَأَ الْعَشْرَ الآيَاتِ الْخَوَاتِمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُم قَامَ إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ، فَتَوَضأَ مِنْهَا، فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُم قَامَ فَصلى.

قَال ابْنُ عَباسٍ: فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ، ثُم ذَهَبْتُ فَقُمتُ إِلَى جَنْبِهِ. فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رَأْسِي. وَأَخَذَ بِأُذُنِي الْيُمْنَى يَفْتِلُهَا، فَصَلى رَكْعَتَينِ، ثُم رَكْعَتَينِ، ثُم رَكْعَتَينِ، ثُم رَكْعَتَينِ، ثُم رَكْعَتَينِ، ثُم رَكْعَتَينِ، ثُم أَوْتَرَ،

ــ

قرأ) رسول الله صلى الله عليه وسلم (العشر الآيات الخواتم) أي الأواخر (من سورة آل عمران) وقراءته هذه العشرة في هذا الوقت لما تضمنته من الحض والتنبيه على الذكر والدعاء والصلاة والتفكر وغير ذلك من المعاني المنشطة على القيام على ما لا يخفى قال النواوي: فيه استحباب قراءة هذه الآيات عند القيام من النوم، وفيه جواز قول سورة كذا، وكرهه بعض السلف وقال: وإنما يقال السورة التي يذكر فيها، والصواب الأول لتظافر الأحاديث الصحاح بذلك اهـ.

(ثم قام) رسول الله صلى الله عليه وسلم (إلى شن) أي قربة (معلقة) على الجدار.

قال النواوي: الشن -بفتح الشين- القربة الخلقة، وجمعها شنان، وأنثها على معنى القربة، وفي رواية بعد هذه الآخر شن معلق ذكَّرها على معنى السقاء والوعاء اهـ (فتوضأ منها) أي من مائها (فأحسن وضوءه) أي أبلغه وأكمله ومع ذلك فلم يهرق من الماء إلا قليلًا كما جاء في الرواية الأخرى (ثم قام فصلى) قال كريب بن أبي مسلم (قال ابن عباس: فقمت) من نومي (فصنعت مثل ما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذهبت فقمت إلى جنبه فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذني اليمنى يفتلها) أي يدلكها لينبهه عن بقية النوم كما يدل عليه قوله في الرواية الآتية "فجعلت إذا أغفيت يأخذ بشحمة أذني" قال القرطبي: ووضعه صلى الله عليه وسلم يمينه على رأس عبد الله تسكين له، وأخذه بأذنه تثبيت للتعليم أو زيادة في التأنيس والتسكين، وقيل فعل ذلك لينفي عنه العين لما أعجبه فعله معه، وقيل فعل ذلك به طردًا للنوم، وفي بعض طرق هذا الحديث عنه قال: "فجعلت إذا أغفيت يأخذ بشحمة أذني" وهذا نص في ذلك (فصلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين) يعني ست مرات فالجملة ثنتا عشرة ركعة (ثم أوتر) أي جعل الشفع الأخير منضمًا إلى الركعة

<<  <  ج: ص:  >  >>