للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَأَخَذْتُ قِرْبَةً مِنْ مَاءِ إلى جَنْبِي. فَجَعَلْتُ أَصُبُّ عَلَى رَأْسِي أَوْ َعَلَى وَجْهِي مِنَ الْمَاءِ. قَالتْ: فَانْصَرَفَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ. فَخَطَبَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - النَّاسَ. فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيهِ. ثُمَّ قَال: "أَمَّا بَعْدُ. مَا مِنْ شَيءٍ لَمْ أَكُنْ رَأَيتُهُ إلا قَدْ رَأَيتُهُ في مَقَامِي هذَا

ــ

الإغماء لطول تعب القيام اهـ نواوي قال ابن الأثير: قوله: (تجلاني الغشي) أي غطاني وغشاني وأصله تجللني فأبدلت إحدى اللامات ألفًا ويجوز أن يكون معنى (تجلاني الغشي) ذهب بقوتي وصبري من الجلاء أو ظهر بي وبان عليَّ اهـ.

والغشي بفتح الغين وسكون الشين المعجمتين آخره مثناة تحتية مخففة وبكسر الشين وتشديد التحتانية مرض قريب من الإغماء (فأخذت قربة من ماء إلى جنبي) أي إلى جانبي قريبًا مني (فجعلت) أي شرعت (أصب على رأسي أو) قالت أسماء: أصب (على وجهي من الماء) ليذهب عني الغشي والشك من فاطمة أو ممن دونها وهذا يدل على أن حواسها كانت مجتمعة سليمة وإلا فالإغماء الشديد المستغرق ينقض الوضوء بالإجماع وهذا محمول على أنها لم تكثر أفعالها متوالية لأن الأفعال إذا كثرت متوالية أبطلت الصلاة اهـ نواوي.

وهو مقتضى أحد الأقوال المذكورة في تفسير العمل الكثير كما يعلم من كتب الفقه.

قال النواوي: وضبط أصحابنا القليل بما دون ثلاث خطوات متتابعات وقالوا الثلاث متتابعات تبطلها.

قال القرطبي: هذا كان منها لطول القيام وشدة الحر وكأنها رأت أن فعل مثل هذا مع شدة الحاجة يجوز لخفة ما ليس بفريضة ولأن هذا الفعل ليس من قبيل العمل الكثير الذي ينصرف به عن الصلاة كتأخر النبي - صلى الله عليه وسلم - وتقدمه في هذه الصلاة اهـ مفهم.

(قالت) أسماء: (فانصرف أي فرغ (رسول الله صلى الله عليه وسلم) من الصلاة (وقد تجلت) أي والحال أنه قد تجلت وصفت وتنورت (الشمس فخطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس فحمد الله) سبحانه وتعالى بتنزيهه من النقائص (وأثنى عليه) بوصفه بالكمالات (ثم) بعد حمد الله وثنائه (قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أما بعد: ما من شيء) من الأشياء (لم أكن رأيته) قبل (إلاقد رأيته) رؤيا عين (في مقامي هذا)

<<  <  ج: ص:  >  >>