للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَال: "لَوْ أَنِّي اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ لَمْ أَسُقِ الْهَدْيَ. وَجَعَلْتُهَا عُمْرَةً. فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ لَيسَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيَحِلَّ. وَلْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً". فَقَامَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ! أَلِعَامِنَا هذَا أَمْ لأَبَدٍ؟ فَشَبَّكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَصَابِعَهُ وَاحِدَةً في الأُخْرَى. وَقَال: "دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ

ــ

الأطواف أشواطًا أو أدوارًا إنما يقال أطواف كما هنا اهـ إكمال المعلم (فـ) ـلما فرغ من أذكاره ودعائه (قال) وفي بعض الرواية إسقاط الفاء قوله فقال وهي واضحة لا يحتاج إلى تقدير ما قدرناه (لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت) أي لو كنت علمت قبل إحرامي ما علمته بعده من تردد الناس في تحللهم وانتظارهم تحللي (لم أسق الهدي (معي) (وجعلتها) أي جعلت حجتي وفسختها (عمرة) وأتحلل منها بالحلق أو التقصير يعني لتمتعت من أول الأمر من غير سوق الهدي، وفي شرح المواهب أي لو عن لي هذا الرأي الَّذي رأيته آخرًا وأمرتكم به في أول أمري لما سقت الهدي أي لما جعلت علي هديًا وأشعرته وقلدته وسقته بين يدي، وسوق الهدي منعني من التحلل معكم لأن من ساقه لا يحل حتَّى ينحره وإنما ينحره يوم النحر فلا يحل له فسخ الحج إلى العمرة ومن لا هدي معه يجوز له فسخه وهذا صريح في أنَّه صلى الله عليه وسلم لم يكن متمتعًا (فمن كان منكم) أيها الناس (ليس معه هدي فليحل) من إحرامه بالتقصير (وليجعلها) أي وليجعل حجته (عمرة فقام سراقة) بضم السين وراء مخففة وقاف (بن مالك بن جعشم) بضم الجيم وسكون المهملة وضم المعجمة وفتحها لغة حكاها الجوهري وغيره، الكناني المدلجي الَّذي ساخت فرسه في قصة الهجرة وأسلم يوم الفتح (فقال) سراقة (يا رسول الله (لعامنا هذا) أي أهذا الفسخ أو التمتع خاص لعامنا الَّذي نحن فيه (أم) هو باق في المسلمين (لأبد) أي إلى أبد (فشبك) أي أدخل (رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه) أي أصابع يديه، وقوله (واحدةً في الأخرى) بدل من أصابعه أي أدخل أصابع يد واحدة في أصابع اليد الأخرى أو حال مؤكدة أي حال كونه جاعلًا واحدة منها في الأخرى (وقال دخلت العمرة) أتي أعمالها (في الحج) أي أعماله، وقوله (مرتين) منصوب على المفعولية أي قال دخدت العمرة في الحج قولًا مرتين، ويحتمل أنَّه معمول لشبك أيضًا أي شبك أصابعه تشبيكًا مرتين وقال هذا القول مرتين، قال الزرقاني: وإدخال الأصابع بعضها في بعض وتكريرها مرتين إما بالقول أو بالفعل يستدعي إدخال

<<  <  ج: ص:  >  >>