للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَلَمْ أَلْبَثْ إلا سُوَيعَةً إِذْ سَمِعْتُ بِلالًا يُنَادِي: أَي عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيسٍ! فَأَجَبْتُهُ. فَقَال: أَجِبْ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدْعُوكَ. فَلَمَّا أَتَيتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَال: "خُذْ هذَينِ الْقَرِينَينِ. وَهذَينِ الْقَرِينَينِ. وَهذَينِ الْقَرِينَينِ. (لِسِتَّةِ أَبْعِرَةٍ ابْتاعَهُن حِينئذٍ مِنْ سَعْدٍ)

ــ

"والله لا أحملكم على شيء" (فـ) بعدما رجعت إلى أصحابي (لم ألبث) ولم أمكث (إلا سويعة) تصغير ساعة أي لم أمكث إلا زمنًا يسيرًا فبينما أنا جالس مع أصحابي (إذ سمعت بلالًا) مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم (يناديـ) ـني، وإذ فجائية رابطة لجواب بينما المحذوفة أي فاجأني نداء بلال، وقوله في ندائه (أي عبد الله بن قيس) أي حرف نداء لنداء القريب وعبد الله اسم أبي موسى الأشعري أي يناديني يا عبد الله بن قيس (فأجبته) أي أجبت بلالًا بقوله: لبيك ما تريد (فقال) لي بلال: (أجب رسول الله) أي دعوة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإنه (يدعوك) ويريدك فقمت من مجلسي فمشيت إليه إجابة لدعوته صلى الله عليه وسلم.

وقوله: (أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي إجابة فعلية بالحضور وأما الإجابة التي حكاها أبو موسى فكانت قولية، وقوله: أجب صيغة أمر من الإجابة وهذه محاورة من محاورات العرب يقال ذلك لمن طلبه رجل آخر والمراد أنه صلى الله عليه وسلم دعاك فأجبه بالحضور.

(فلما أتيت) وجئت (رسول الله صلى الله عليه وسلم قال) لي: (خذ هذين) البعيرين (القرينين) أي المقرون أحدهما بالآخر أي المشدود أحدهما بالآخر (وهذين القرينين وهذين القرينين) حالة كونه يشير (لستة أبعرة) أي إلى ستة أبعرة (ابتاعهن) أي اشتراهن لنا (حينئذٍ) أي حين إذ دعاني (من سعد) بن عبادة وكل قرينين يسمى زوجًا وذودًا فصدق عليه قوله السابق فأمر لنا بثلاث ذود لأن الذود هناك بمعنى الزوج، وقيل معنى القرينين النظيرين المتساويين، وفي نسخة أبي ذر من البخاري (هاتين القرينتين) أي الناقتين المقرونة إحداهما بالأخرى كذا في فتح الباري [٨/ ٨٥]، وقوله هنا ابتاعهن من سعد لا يعارض ما في الرواية السابقة من قوله: (ثم أتي بنهب إبل) لأنه يمكن الجمع بينهما بأن بعضها من غنيمة وبعضها اشتراها من سعد، وقال الحافظ في الفتح في المغازي: ولم يتعين من هو سعد إلى الآن إلا أنه يهجس في خاطري أنه سعد بن عبادة اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>