للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَسَأَلَهُ نَفَقَةَ فِي ثَمَنِ خَادِمٍ أَوْ فِي بَعْضِ ثَمَنِ خَادِمٍ. فَقَال: لَيسَ عِنْدِي مَا أُعْطِيكَ إِلا دِرْعِي وَمِغْفَرِي. فَأَكْتُبُ إِلَي أَهْلِي أَنْ يُعْطُوكَهَا. قَال: فَلَمْ يَرْضَ. فَغَضِبَ عَدِيٌّ. فَقَال: أَمَا وَاللهِ، لَا أُعْطِيكَ شَيئا. ثُم إِن الرجُلَ رَضِيَ. فَقَال: أَمَا وَاللهِ، لَوْلَا أَني سَمِعْتُ رَسُول الله صلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ يَقُول: "مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينِ ثُم رَأَى أَتْقَي لِلهِ مِنْهَا، فَلْيَأتِ التقْوَى" مَا حَنَّثْتُ يَمِينِي

ــ

سعد بن حشرج بن امرئ القيس بن عدي الطائي الجواد بن الجواد أبي طريف بفتح المهملة الكوفي الصحابي المشهور رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم كوفيون وواحد منهم مكي وواحد بلخي (فسأله) أي فسأل ذلك السائل عديًا (نفقة) أي مالًا ينفقه ويصرفه (في ثمن خادم) يخدم ذلك السائل أي سأله ما يشتري به لنفسه الخادم (أو) قال طرفة: سأله ما يصرفه (في بعض ثمن خادم) لا كله أي سأله بعض ما يشتري به خادمًا لنفسه أي سأله تكملة الثمن لا كله والشك من عبد العزيز فيما قاله تميم (فقال) حاتم للسائل: (ليس عندي) الآن (ما أعطيك) من الدراهم ولا شيء من المال (إلا درعي) والدرع قميص من زرد الحديد وسلسلته يُلبس وقاية من سلاح العدو، مؤنث وقد يُذكر يُجمع على دروع وأدرع ودراع (و) إلا (مغفري) والمغفر زرد يلبسه المحارب تحت القلنسوة والعمامة يُجمع على مغافر (فأكتب) لك (إلى أهلي) وخازني (أن يعطوكها) أي أكتب لك إلى أهلي لكي يعطوا لك نفقة تنفقها في شراء الخادم (قال: فلم يرض) ذلك السائل الكتابة له إلى أهله بل أراد أن يعطي له الآن من جيبه (فغضب عدي) لإبائه من الكتابة له إلى أهله (فقال) له عدي: (أما) أي انتبه واستمع ما أقول لك إذًا (والله لا أعطيك شيئًا) أبدًا (ثم) بعد غضبه وحلفه (إن الرجل) السائل (رضي) الكتابة له إلى أهله (فقال) عدي: (أما) أي انتبه واستمع (والله لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من حلف على يمين) أي على محلوف عليه، ويحتمل كون على زائدة وكون يمين مفعولًا مطلقا معنويًا أي من حلف يمينًا (ثم رأى) أمرًا (أتقى) أي أكثر تقوى (لله) تعالى (منها) أي من المحلوف عليه الذي بسببه وقعت اليمين كان حلف على أن لا يحسن إلى رحمه أو إلى جاره، والأتقى هنا إعطاء السائل ما طلبه (فليأت التقوى) أي فليفعل الأمر الذي فيه تقوى الله أو أكثر تقوى من الله، وقوله: (ما حنثت يميني) ولا نقضتها بإعطائك جواب لولا الامتناعية يعني لولا هذا الحديث لما جعلت يميني حانثة وما

<<  <  ج: ص:  >  >>