للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ أَبي الْعَلَاءِ؛ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الشَّيطَانَ قَدْ حَال بَينِي وَبَينَ صَلَاتِي وَقِرَاءَتِي. يَلْبِسُهَا عَلَيَّ. فَقَال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "ذَاكَ شَيطَانٌ يُقَال لَهُ: خِنْزِبٌ. فَإذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْهُ،

ــ

(١٠) أبواب (عن أبي العلاء) العامري يزيد بن عبد الله بن الشخير البصري كما سيذكره باسمه في السند الأخير ثقة، من (٢) روى عنه في (٥) أبواب (أن عثمان بن أبي العاص) الثقفي البصري رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن الشيطان قد حال) وحجز بوسوسة (بيني وبين) إكمال (صلاتي وقراءتي) من عطف الجزء على الكل أي نكدني فيها ومنعني لذتها والفراغ للخشوع فيها حالة كونه (يلبسها) أي يخلط صلاتي وقراءتي (علي) أي يدخل فيها اللبس علي وشككني فيها وهو بكسر الباء من باب ضرب أي يخلطها ويحدث لي الالتباس والإشكال فيها بقوله هل ركعت أو سجدت أم لا؟ أو هل قرأت الفاتحة أم لا؟ حتَّى لا أدري كم ركعت وهل قرأت أم لا؟ قوله (جاء يلبسها علي) هو بكسر الباء لأن ماضيه لبس بفتحها كما قال الله تعالى: {وَلَلَبَسْنَا عَلَيهِمْ مَا يَلْبِسُونَ} وهو الخلط وأما لبست الثوب فهو على العكس من ذلك (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك) الَّذي يلبس على المصلي هو (شيطان يقال له خنزب) قال النووي: بخاء معجمة مكسورة ثم نون ساكنة ثم زاي مكسورة أو مفتوحة ويقال أيضًا بفتح الخاء والزاي حكاه القاضي ويقال أيضًا بضم الخاء وفتح الزاي حكاه ابن الأثير في النهاية وهو غريب اهـ وقال القرطبي: هو بالحاء المهملة وبفتحها عند الجياني وبكسرها عند الصدفي وفي الصحاح الخنزاب هو الغليظ القصير وأنشد قول الأغلب العجلي يهجو سجاح:

قد أبصرت سجاح من بعد العمى ... تاح لها بعدك خنزاب وزى

وجاء في حاشية اللسان مادة (وزى) قوله خنزاب بالخاء المعجمة كذا بالطبعات جميعها وهو تحريف صوابه حنزاب بالحاء المهملة كما في الصحاح والتهذيب، والخنزاب القصير الغليظ (والوزى) الشديد فيمكن أن يسمى الشيطان خنزبًا لأنه يتراءى غليظًا قصيرًا وحذفت الألف لما صار علمًا فكثيرًا ما تغير الأعلام عن أصولها اهـ من المفهم (فإذا أحسسته) وعلمته (فتعوذ) أي فتحصن ولذ (بالله) والتجئ إليه (منه) أي من

<<  <  ج: ص:  >  >>