للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال: "إِنْ كَادَ لَيُسْلِمُ". وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَهْدِيٍّ قَال: "فَلَقَدْ كَادَ يُسْلِمُ فِي شِعْرِهِ".

٥٧٤٥ - (٢٢٢٣) (٢٧٨) حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ، مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ. جَمِيعًا عَنْ شَرِيكٍ

ــ

عبد الرحمن على إبراهيم بن ميسرة لفظة (قال) النبي صلى الله عليه وسلم (إن كاد) أي إن الشأن والحال كاد وقرب أمية بن أبي الصلت فإن مخففة من الثقيلة بدليل ذكر اللام الفارقة بعدها (ليسلم) في شعره بلسانه لا بقلبه حيث قال في شعره:

مليك على عرش السماء مهيمن ... لعزته تعنو الوجوه وتسجد

وقوله (تعنو) أي تخضع نظير قوله تعالى: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} (وفي حديث ابن مهدي) وروايته (قال) النبي صلى الله عليه وسلم لفظة (فلقد كاد) أمية أي قارب أن (يسلم في شعره) حيث قال نحو قوله مليك على عرش السماء الخ ولكن إسلامه لساني لا اعتقادي والله أعلم. والمراد أن المعاني التي أتى بها أمية بن أبي الصلت في أشعاره معان صحيحة حكمية لا تصدر في الغالب إلا عن رجل مسلم فكاد أمية أن يسلم ولكنه لم يقدر له ذلك؛ أي قارب أن يسلم لأن أكثر أشعاره يشعر بالتوحيد، قال القسطلاني: كان من شعراء الجاهلية وأدرك مبادئ الإسلام بلغه خبر البعث لكنه لم يوفق للإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يتعبد في الجاهلية وأكثر في شعره من التوحيد وكان غواصًا على المعاني معتنيًا بالحقائق ولذا استحسن صلى الله عليه وسلم شعره واستزاد من إنشاده اهـ، قال النووي: ومعنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم استحسن شعر أمية واستزاد من إنشاده لما فيه من الإقرار بالوحدانية والبعث، وفي الحديث دلالة على جواز إنشاد الشعر الذي لا فحش فيه وسماعه سواء شعر الجاهلية وغيرهم وإن المذموم من الشعر الذي لا فحش فيه إنما هو الإكثار منه وكونه غالبًا على الإنسان فأما يسيره فلا بأس بإنشاده وسماعه وحفظه اهـ.

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث شريد بن سويد بحديث أبي هريرة رضي الله عنهما فقال:

٥٧٤٥ - (٢٢٢٣) (٢٧٨) (حدثني أبو جعفر محمد بن الصباح) البغدادي البزاز صاحب السنن، ثقة، من (١٠) روى عنه في (٧) أبواب (وعلي بن حجر السعدي) المروزي (جميعًا عن شريك) بن عبد الله بن أبي شريك سنان بن أنس، صدوق، من (٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>