للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَهُ بَغْلَةً بَيضَاءَ، فَكَتَبَ إِلَيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وَأَهْدَى لَهُ بُرْدًا، ثُمَّ أَقْبَلْنَا حَتَّى قَدِمْنَا وَادِيَ الْقُرَى، فَسَأَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ الْمَرْأَةَ عَن حَدِيقَتِهَا "كَمْ بَلَغَ ثَمَرُهَا؟ " فَقَالت: عَشْرَةَ أَوْسُقٍ. فَقَال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "إِنِّي مُسْرِعٌ. فَمَنْ شَاءَ مِنْكُنم فَلْيُسْرِعْ مَعِيَ. وَمَنْ شَاءَ فَلْيَمْكُثْ" فَخَرَجْنَا حَتَّى أَشْرَفْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ. فَقَال "هَذِهِ طَابَةُ، وَهَذَا أُحُدٌ. وَهُوَ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ"

ــ

(له) صلى الله عليه وسلم (بنلة بيضاء فكتب إليه) أي إلى ابن العلماء (رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهدى) رسول الله صلى الله عليه وسلم (له) أي لابن العلماء (بُردًا) أي كِسَاءً مخططًا.

قوله: (وأهدى له بغلة بيضاء) هذه البغلة قَبِلهَا النبي صلى الله عليه وسلم وبقيت عنده زمانًا طويلًا ولم تكن له بغلة غيرها وكانت تسمى الدُلدُل، وفيه دليل على قبول هدية الكتابي وأما إهداؤه البُرد فمكافأة ومواصلة واستئلاف ليدخل في دين الإسلام وكان النبي صلى الله عليه وسلم لم يحضره شيء في ذلك الوقت إلَّا ذلك البرد والله أعلم اهـ من المفهم.

قال أبو حميد: (ثم) بعدما أقمنا تبوك مدة قليلة (أقبلنا) أي رجعنا منه وأقبلنا إلى المدينة (حتَّى تدمنا وادي القرى) ووصلنا إليه (فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة) صاحبةَ الحديقة (عن) ثمر (حديقتها) فقال لها: (كم بلغ ثمرها فقالت) المرأة: بلغ ثمرها (عشرة أوسق) قدر ما خرص به النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر به أولًا (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) لأصحابه: (إني مسرع) ومستعجل إلى المدينة (فمن شاء منكم) الإسراع والاستعجال معي (فليُسرع معي) إليها وليستعجل (ومن شاء) أن يتأخر ويستريح (فليمكث) ها هنا حتَّى يستريح، قال أبو حميد: (فخرجنا) مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من وادي القرى وذهبنا إلى جهة المدينة (حتَّى أشرفنا) وطلعنا (على المدينة فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذه) البلدة مشيرًا إلى المدينة (طابة) أي بلدة طيبة بطيب سكانها بالإيمان، وطابة اسم لا ينصرف للعلمية والتأنيث اللفظي؛ ومعناها الطيبة وسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الاسم وكان اسمها أولًا يثرب باسم أول من سكنها رجل من العمالقة (وهذا) الجَبلُ (أُحدٌ هو) جَبَلٌ (يحبنا) أي يحبنا أهلُه وهم الأنصارُ (ونُحبه) أي نُحِب نحن أهلَه وهم الأنصار، والحاصل أن بعضَهم أوَّلُوه

<<  <  ج: ص:  >  >>