للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (٨١) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَينِ يَتِيمَينِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ} [الكهف: ٨١ - ٨٢]. إِلَى آخِرِ الآيَةِ

ــ

الكفر والفساد فيكفران بذلك، وقوله: (فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرًا منه) أي ولدًا خيرًا لهمما من هذا الغلام (زكاة) أي نماء وصلاحا ودينا ونصبه على التمييز (وأقرب) أي وأوصل (رحمًا) بضم الراء وسكون الحاء بمعنى رحيما بفتح الراء وكسر الحاء، فالمراد بالزكاة هنا معناها اللغوي هو الطهارة والمقصود بها الإسلام أو صلاح الأعمال، وبالرحم الرحمة لوالديه، وبزهما، وقيل: المراد أنهما يرحمانه، وذكر الحافظ في الفتح عن الأصمعي أن الرحم بكسر الحاء القرابة وبسكونها الفرج وبضمها الرحمة، وذكر بعض العلماء أنه أبدلهما الله بنتًا صالحة، قال القرطبي: وحُكي عن ابن عباس أنهما رُزقا جارية ولدت نبيًّا، وقيل: كان من نسلها سبعون نبيًّا، وأخرج النسائي من طريق أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أبدلهما جارية فولدت نبيًّا من الأنبياء، وذكر السدي أن اسم هذا النبي شمعون واسم أمه حنة، أخرجه ابن أبي حاتم وعند ابن مردويه من حديث أبي بن كعب أنها ولدت غلامًا يعني أبدلهما الله تعالى غلامًا ولكن إسناده ضعيف اهـ فتح الباري [٨/ ٤٢١] قال القرطبي: ويفيد هذا الحديث تهوين المصائب بفقد الأولاد وإن كانوا قطعًا من الأكباد، ومن سلّم للقضاء سفرت عاقبته عن اليد البيضاء اهـ (وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة) اسمهما أصرم وأصيرم، وقد تقدم أن اليتم في الناس من قبل فقد الأب وفي غيرهم من الحيوان من قبل الأم اهـ من المفهم (وكان تحته) أي تحت ذلك الجدار (كنز لهما) وظاهر الكنز أنه مال مكنوز أي مجموع، وقال ابن جبير: كان ذلك الكنز صُحف العلم، وقال ابن عباس: كان لوحًا من ذهب مكتوبًا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم عجبت لمن يؤمن بالقدر كيف يحزن؟ عجبت لمن يؤمن بالرزق كيف يتعب؟ عجبت لمن يؤمن بالموت كيف يفرح؟ عجبت لمن يؤمن بالحساب كيف يغفل؟ عجبت لمن يعرف بالدنيا وتقليبها بأهلها كيف يطمئن إليها؟ لا إله إلا الله محمد رسول الله (وكان أبوهما صالحًا) قال أهل التفسير: إنه كان جدهما السابع وكان يسمى كاسحًا ففيه ما يدل على أن الله تعالى يحفظ الصالح في نفسه وفي ولده وإن بعدوا عنه، وقد روي أن الله تعالى يحفظ الصالح في سبعة من ذويه وعلى هذا يدل قوله تعالى: {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (١٩٦)} [الأعراف / ١٩٦] اقرأ (إلى آخر الآية) يعني قوله. إلخ (فأراد ربك أن يبلغا أشدهما) أي قوتهما وهو

<<  <  ج: ص:  >  >>