للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولو كان المراد كما ظنه هذا وأمثاله؛ ممن يحتج بهذه الآية، على أن الله [خالق] (١) أفعال العباد، ويضحك المعتزلة وغيرهم من القدرية (٢) عليه إذا احتج بهذه الآية، [و] (٣) لو كان هذا (٤) المراد لساغ أن يقال مثل هذا في جميع أفعال العباد، فيقال: ما ركبت إذ ركبت ولكن الله ركب، (وما طفت إذ طفت ولكن الله طاف) (٥)، وما أكلت إذ أكلت ولكن الله أكل، [و] (٦) (لكان يقال لكل من رمى بقوس ما) (٧) رميت إذ رميت ولكن الله رمى، ويقال للكفار إذا رموا المسلمين: ما رميتم ولكن الله رمى، وأشباه هذا مما لا يقوله مسلم، ولا عاقل.

ثم إن الله -تعالى- ذكره هذه الآية لبيان نعمته على نبيه [وعلى] (٨)


= فيقال للمنكرين ما ذكرنا -أي منكري القدر-: قد علمتم إضافة الله رمى نبيه - صلى الله عليه وسلم - المشركين إلى نفسه، بعد وصف نبيه به، وإضافته إليه، وذلك فعل واحد، كان من الله تسبيبه وتسديده، ومن الرسول - صلى الله عليه وسلم - الحذف والإرسال. أ. هـ.
انظر: تفسير الطبري ٦/ ٢٠٢ - ٢٠٣ والجامع لأحكام القرآن لأبي عبد الله القرطبي ٧/ ٣٨٥ (لم يذكر الناشر)، تصحيح أحمد البردوني وآخرين الطبعة الثانية، وتفسير ابن كثير ٢/ ٢٩٥.
(١) كذا في (د) و (ف) و (ح) وفي الأصل (خَلِقُ) ولا يصح رسم الكلمة أو ضبطها.
(٢) القدرية: هم نفاة القدر، وكان أوائلهم أنكروا علم الله السابق، وأول من قال بالقدر معبد الجهني، ظهرت هذه الفرقة في آخر عهد الصحابة -رضي الله عنهم -، ولذا يلقبون أحياناً بالقدرية الأولى، وقد كان موقف الصحابة منهم شديداً، حيث تبرؤا منهم وانتشر القول بالقدر على يد المعتزلة، حتى عرفوا بالقدرية. ولذلك قيل عنهم مجوس الأمة لقولهم بالأصلين يضيفون الخير إلى الله والشر إلى غيره، والقدرية فرق، عدها بعض كتاب الفرق سبع فرق. انظر: صحيح مسلم (كتاب الإيمان، باب الإيمان والإسلام والإحسان) ١/ ٣٦ رقم ٨، والتنبيه والرد للملطي ص ١٧٦، والملل للشهرستاني ١/ ٤٣، والقضاء والقدر د. عبد الرحمن المحمود ص ١١٧ وما بعدها الطبعة الأولى ١٤١٤ هـ، الناشر دار النشر الدولي الرياض.
(٣) كذا في (د) و (ح) وسقطت من الأصل و (ف).
(٤) (هذا) سقط من (د).
(٥) ما بين القوسين في (د) (وما ظننت إذ ظننت ولكن الله ظن).
(٦) كذا في (ح) و (ط) وسقطت من الأصل و (ف) و (د).
(٧) ما بين القوسين في (د) (يقال لكن من رمى بالقوس وما).
(٨) كذا في (د) و (ح) وسقطت من الأصل و (ف).

<<  <   >  >>