للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لحم" (١)، وقال: "لا تحل المسألة إِلَّا لذي غرم مفظع أو دم موجع أو فقر مدقع" (٢)، وقال (٣) أيضاً في حديث قبيصة بن مخارق: "إنَّ المسألة لا تحل إِلَّا لثلاثة (٤): الغارم، والّذي أصابته جائحة اجتاحت ماله، والذي أصابته فاقة حتّى يشهد ثلاثة من ذوي الحجا من قومه لقد أصابت فلان فاقة" (٥).

وقال في صفة السبعين ألفا الذين يدخلون الجنَّة بغير حساب: "هم الذين لا يَسْتَرقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون" (٦)، وحديثهم في الصحيحين فمَدَحهم على ترك الاسترقاء، وقد دوي في بعض ألفاظه لا


(١) أخرجه البخاريّ في (كتاب الزَّكاة، باب من سأل النَّاس تكثرًا) ١/ ٤٤٠ رقم ١٤٧٤، ومسلم في (كتاب الزكاة، باب كراهة المسألة) ٢/ ٧٣٠ رقم ١٠٤٠ وغيرهما بألفاظ متقاربة وقريبة من لفظ المؤلف.
(٢) أخرجه أبو داود في (كتاب الزَّكاة، باب متجوز فيه المسألة) ٢/ ٢٩٢ - ٢٩٤ رقم ١٦٤١ من حديث طويل، والترمذي في (كتاب الزَّكاة، باب من لا تحل له الصَّدقة) ٢/ ١٥ رقم ٢٢١٦، وقال التّرمذيّ في الجامع ٣/ ٥٢٢: هذا حديث حسن لا نعرفه إِلَّا من حديث الأخضر بن عجلان وعبد الله الحنفي الّذي روى عن أنس"، وأحمد في المسند ٣/ ١٢٧ بألفاظ متقاربة وقريبة من لفظ المؤلِّف، والاختلاف في تقديم بعض ألفاظ الحديث وتأخرها عند المؤلِّف.
(٣) في (د): فقال.
(٤) في (ف): وذكر هؤلاء الثلاثة.
(٥) أخرجه مسلم في (كتاب الزكاة، باب من تحل له المسألة) ٢/ ٧٢٢ رقم ١٠٤٤ ولفظه عن قبيصة بن مخارق الهلالي قال: تحملت حمالة، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسأله فيها، فقال: أقم حتّى تأتينا الصَّدقة فنأمر لك بها" قال: ثمّ قال: يا قبيصة إنَّ المسألة لا تحل إِلَّا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتىِ يصيبها ثمّ يمسك، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتّى يصيب قوامًا من عيش (أو قال سدادًا من عيش) ورجل أصابته فاقة حتّى يقوم ثلاثة من ذوى الحجا ... الحديث" وقد أخرجه غيره.
(٦) أخرجه البخاري ومسلم في (كتاب الطب، باب أكتوى أو كوى غيره) ٤/ ١٨٢٥ رقم ٥٧٠٥ وطرفه رقم ٥٧٥٢ ومسلم (كتاب الإيمان، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنَّة بغير حساب ولا عذاب) ١/ ١٩٨ - ٢٠٠ رقم ٢١٨ بألفاظ متقاربة وخالفهم المؤلِّف في تقديم لفظة "ولا يكتون"، وزاد مسلم في الرِّواية الثّانية عنده "لا يرقون". وقال ابن القيم في حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، تحقيق علي الشربجي وقاسم نوري ص ١٧٦ - ١٧٧ (الطبعة الأولى ١٤١٢ هـ، الناشر مؤسسة الرسالة بيروت - لبنان): قال شيخنا -أي ابن تيمية-: وهو الصواب، وهذه اللفظة -أي لا يرقون- وقعت مقحمة في الحديث، وهو غلط من بعض الرواة، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - جعل الوصف الّذي استحق به هؤلاء دخول الجنَّة بغير حساب، وهو تحقيق التّوحيد وتجريده، فلا يسألون غيره أن يرقيهم. أ. هـ وانظر: مجموع فتاوى، شيخ الإسلام ابن تيمية ١/ ١٨٢.

<<  <   >  >>