للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ٦ - أن العلماء ذكروا هذا الحديث في معجزاته - صلى الله عليه وسلم - ودعائه المستجاب، وما أظهره الله ببركة دعائه.
٧ - لو كان التوسل في هذا الحديث بذاته وجاهه - صلى الله عليه وسلم - كما يفهمه هؤلاء المتأخرون، لكان المفروض أن يحصل الشفاء لغير هذا الأعمى، وبالذات من الصحابة -رضي الله عنهم - وهم أقرب الناس إليه ومعرفة به.
٨ - أن الجميع يتفقون على حذف المضاف وهو أمر معروف في اللغة، والتقدير إما أن يكون:
١ - إني أتوجه إليك (بدعاء) نبيك، ولابد للترجيح من دليل يدل عليه، وليس في الحديث أي إشارة أو ذكر للذات أو الجاه، وليس في الكتاب أو السنة أو فعل الصحابة ما يدل على التوسل بالذات أو الجاه، وأما الدعاء فعليه أدلة كثيرة من طلب الدعاء وقوله "وشفعني فيه" وغيرها.
انظر: قاعدة جليلة ص ١٩١ وما بعدها، وتلخيص الاستغاثة ص ١٢٩ - ١٣٠، والتوسل للألباني ص ٧٦ وما بعدها، وهذه مفاهيمنا ص ٣٧، وكشف المتواري من تلبيسات الغماري، تأليف علي حسن عبد الحميد ص ٦٥ وما بعدها (الطبعة الأولى ١٤١٠ هـ، الناشر دار ابن الجوزي الدمام).
٩ - أن التوسل بدعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - توسل مشروع موافق لنصوص الكتاب والسنة وعمل الصحابة -رضي الله عنهم-, مثل توسل عمر بدعاء العباس، ولو كان مشروعاً التوسل بذات النبي - صلى الله عليه وسلم - وجاهه لما عدل عنه ووافقه الصحابة، وكذلك معاوية توسل بدعاء يزيد بن الأسود الجرشي رضي الله عنهم أجمعين.
فإذا تبين بحمد الله أنه لا دليل لهم في هذا الحديث، فإنهم استدلوا بقصة أخرجها البيهقي في دلائل النبوة تحقيق د. عبد المعطي قلعجي ٦/ ١٦٨ (الطبعة الأولى ١٤٠٥ هـ الناشر دار الكتب العلمية بيروت لبنان) قال: أخبرنا أبو سعيد إسماعيل بن شبيب، حدثنا أبي عن روح بن القاسم عن أبي جعفر المديني، عن أمامة بن سهل بن حنيف أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان -رضي الله عنه- في حاجته، وكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فلقي عثمان بن حنيف فشكى إليه ذلك، فقال له عثمان بن حنيف: ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل ركعتين، ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فتقضي لي حاجتي، واذكر حاجتك، ثم رُح حتى أرفع، فانطلق الرجل وصنع ذلك، ثم أتى باب عثمان بن عفان -رضي الله عنه- فجاء البواب، فأخذ بيده فأدخله على عثمان، فأجلسه معه على الطنفسة، فقال: انظر: ما كانت لك من حاجة، ثم إن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له: جزاك الله خيراً ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إليّ حتى كلمته، فقال له عثمان بن حنيف: ما كلمته ولكني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد جاءه رجل ضرير، .. وذكر الحديث". قال البيهقي قد رواه أحمد بن شبيب [بن] سعيد عن أبيه بطوله. =

<<  <   >  >>