للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

علينا وعلى عباد الله الصالحين" (١)، وكما رُوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان إذا ذكر نبينا قال "يرحمنا الله وفلاناً" (٢)، وكما يقول الخطيب وأستغفر الله لي ولكم. والمقصود [بالصلاة على] (٣) الجنازة (٤) الدعاء للميت وغيره يدخل تبعاً، بخلاف من يكون قصده أن يدعو لنفسه بالميت أو عند الميت وهذا كله من الدعاء عند القبور.

وأما دعاء الميت وسؤاله بلفظ الاستغاثة وغيرها، كقول الداعي أطلب منك المغفرة أو الرحمة أو قضاء الدين أو النصر على العدو، فهذا مما نهى عنه القرآن، قال تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا (٥٦) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (٥٧)} [الإسراء: ٥٦]- ٥٧]، في التفسير الصحيح عن مجاهد {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ}، قال: عيسى ابن مريم وعزير والملائكة، وكذلك عن إبراهيم النخعي قال: كان ابن عباس يقول في قوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ} هو عزير المسيح والشمس والقمر (٥).

وكذلك روى شعبة عن السدي عن أبي صالح عن ابن عباس قال:


= (أبواب الجنائز، باب ما يقال إذا دخل المقابر) ١/ ٢٨٣ رقم ١٥٤٦ جميعهم بألفاظ متقاربة، وقريبة من سياق المؤلف ولفظه. وقد أخرجه غيرهم.
(١) أخرجه البخاري في (كتاب الأذان، باب التشهد في الآخرة) رقم ٨٣١، ١/ ٢٥٣ من حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- وأوله: "كنا إذا صلينا خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - ... الحديث".
(٢) أخرجه الترمذي في (كتاب الدعاء، باب ما جاء أن الداعي يبدأ لنفسه) رقم ٣٣٨٥، ٥/ ٤٦٣ عن أبيّ بن كعب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا ذكر أحداً فدعا له بدأ بنفسه" وقال: حديث حسن غريب صحيح، وابن ماجه (أبواب الدعاء، باب إذا دعا أحدكم فليبدأ بنفسه) رقم ٣٨٩٧، ٢/ ٣٤٥ ولفظه: "يرحمنا الله وأخا عاد".
(٣) ما بين المعقوفين من (د) و (ح) وسقط من الأصل و (ف).
(٤) في الأصل و (ف) بالجنازة زيادة باء في أولها.
(٥) انظر: تفسير الطبري ٨/ ٩٦، وتفسير ابن كثير ٣/ ٤٧.

<<  <   >  >>