للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أتباع شيخه، يقوله في شيخه (١).

وآخر من أعيان الشيوخ المتبوعين أصحاب الصدق والاجتهاد في العبادة والزهد؛ يأمر المريد أول ما يتوب أن يذهب إلى قبر الشيخ فيعكف عليه عكوف أهل التماثيل، وجمهور هؤلاء المشركين بالقبور يجدون عند عبادة القبور من الرقة والخشوع والدعاء وحضور القلب، ما لا يجده أحدهم في [مساجد الله التي] (٢) أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه.

وآخرون يحجون إلى القبور، وطائفة صنفوا كتباً وسموها مناسك حج المشاهد، كما صنف، أبو عبد الله محمد بن النعمان (٣) الملقب بالمفيد -أحد شيوح الإمامية- كتاباً في ذلك وذكر فيه من الحكايات المكذوبة عن أهل البيت ما لا يخفى كذبه على من له معرفة بالنقل.

وآخرون يسافرون إلى قبور المشايخ؛ وإن لم يسموا ذلك منسكاً وحجّاً فالمعنى واحد، ومن هؤلاء من يقول: وحق النبي الذي تحج إليه المطايا،


(١) نقل أحمد أبو العباس المرسي عن شيخه الشاذلي قريباً من هذا قال: يقول الشاذلي: لو كان الحق سبحانه يرضيه خلاف السنة لكان التوجه في الصلاة للقطب الغوث أولى من التوجه للكعبة. أ. هـ انظر: الطبقات الكبرى للشعراني ٢/ ١٣.
ويقول شيخ الرافضة المجلسي: استقبال القبر للزائر بمنزلة استقبال القبلة وهو وجه الله أي جهته التي أمر الناس باستقبالها في تلك الحال. أ. هـ ورجح المجلسي أيضاً وجوب اتخاذ القبر قبلة في الصلاة. انظر: أصول مذهب الشيعة ٢/ ٤٧٣ - ٤٧٤.
(٢) كذا في (ف) و (د) وفي الأصل (المساجد الذي) وفي (ح) (مساجد التي).
(٣) هو أبو عبد الله محمد بن النعمان العكبري، يلقب بالشيخ المفيد، رافضي من الإمامية، انتهت إليه رئاسة المذهب في زمانه، له نحو مائتي مصنف، كان يستأجر الصبيان الأذكياء، وبذلك كثر تلامذته، مات سنة ٤١٣ هـ. انظر: السير ١٧/ ٣٤٤ ترجمة رقم ٢١٣ والأعلام ٧/ ٢١.
واسم كتابه كاملاً: "مناسك حج مشاهد الأبرار لمن عنى إليهم من المقيمين والزوار". انظر: التوضيح عن توحيد الخلاق ص ٢١٧، ولم أجد من ذكر هذا الكتاب.
وكتب الرافضة الداعية لزيارة القبور كثيرة حتى قال أحد شيوخهم اليوم وهو آغا برزك الطهراني في كتابه "الذريعة إلى تصانيف الشيعة" ٢٠/ ٣١٦ - ٣٢٦: إن ما صنفه شيوخهم في المزار ومناسكه قد بلغ ستين كتاباً، نقلاً عن أصول مذهب الشيعة للدكتور ناصر القفاري ٢/ ٤٦٧.

<<  <   >  >>