للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النصارى اليوم، وكان بين المسيح وبين نبينا - صلى الله عليه وسلم - ستمائة سنة شمسية وستمائة وعشرين قمرية، وكان هذا الإسكندر قبل المسيح بنحو من أربعمائة سنة.

وكانت الصابئة من النبط الذين بالعراق والجزيرة (١)؛ كالبطائح (٢) وحران وغيرهما، من الصابئة المشركين من أئمة الفلاسفة، وإبراهيم الخليل بعث إليهم، وفي مولده قولان قيل: بالعراق، وقيل: بحرَّان، وهذا قول أهل الكتاب، وكذلك هو في التوراة التي عندهم (٣)، ويقال إن قبر أبيه بسور حران وبها آثار الصابئة، كالهياكل التي للعلة الأولى والعقل والنفس والكواكب، وما زال بها أكابرهم كثابت بن قرة (٤) وأمثاله، وقد ذكر


= أرسطو، تولى الملك وله من العمر ٢٠ سنة، حارب الفرس وانتصر عليهم، وهو الذي بنى الإسكندرية بمصر، وإليه تنسب، ودفن فيها، وليس هو ذي القرنين المذكور في القرآن. انظر: تاريخ الطبري ١/ ٣٣٨ - ٣٤٠، وكتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المشهور بالخطط، تأليف تقي الدين أبي العباس المقريزي ١/ ١٥٠ طبعة مكتبة المثنى ببغداد سنة ١٩٧٠ م مصورة عن طبعة بولاق سنة ١٢٩٤ هـ، وطبقات الأطباء والحكماء ص ٢٦، ٢٨، ودائرة المعارف الإسلامية ٢/ ١٢٦.
(١) الجزيرة تقع بن دجلة والفرات مجاورة للشام من أهم مدنها حران والرها والرقة ونصبين وغيرها، فتحها عياض بن غنم سنة ١٧ هـ. انظر: معجم البلدان ٢/ ١٥٦ - ١٥٧ رقم ٣١٠٩.
(٢) البطائح جمع بطيحه بالفتح ثم الكسر سميت بطائح واسط لأن المياه تبطحت فيها أي سالت واتسعت في الأرض، وهي أرض واسعة بين واسط والبصرة، كانت قديماً قرى متصلة وأرضاً عامرة، فسال عليها الماء وطرد أهلها. انظر: معجم البلدان ١/ ٥٣٤ رقم ١٩٩٨.
(٣) اختلف في مولد إبراهيم -عليه السلام-، ففي التوراة إشارة إلى أنه ولد في أور الكلدانيين أي بالعراق. انظر: سفر التكوين الإصحاح ١١ فقرة ٢٩، وذكر الاختلاف في مولده ابن جرير في تاريخ الأمم والملوك ١/ ١٤٢ ولم يرجح، وقال ابن كثير في قصص الأنبياء ص ١٣١: وعندهم -أي في التوراة- إن إبراهيم -عليه السلام- هو الأوسط، وأن هاران مات في حياة أبيه في أرضه التي ولد فيها، وهي أرض الكلدانيين، يعنون أرض بابل.
وهذا هو الصحيح المشهور عند أهل السير والتواريخ والأخبار، وصحح ذلك الحافظ ابن عساكر. أ. هـ.
(٤) هو ثابت الحراني الفيلسوف، الصابئ، كان يتوقد ذكاء، قيل: إنه منجم المعتضد =

<<  <   >  >>