للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبد اللطيف بن يوسف (١) أن (٢) الفارابي (٣) كان قد تعلق بالفلسفة في بلاده فلما دخل حران وجد بها من الصابئة من أحكمها عليه، وابن سينا إنما حذق (٤) فيها بما وجده من كتب الفارابي.

فهؤلاء وأتباعهم حقيقة قولهم هو قول الصابئة المشركين الذين هم شر من مشركي العرب، وهؤلاء عند من لا يقبل الجزية إلا من أهل الكتاب؛ لا تؤخذ منهم الجزية؛ إلا أن يدخلوا في دين أهل الكتاب، والناس لهم في تفسير الصابئة وأحكامهم اضطراب كثير ليس هذا موضعه (٥)، وسبب ذلك أنهم


= -الخليفة العباسي- لم يكن في زمانه من يماثله في الطب والفلسفة. وحفيده ثابت: ابن سنان، ماتا على ضلالهم.
حدثت له مع أهل مذهبه (الصابئة) أشياء أنكروها عليه في المذهب، فحرم عليه رئيسهم دخول الهيكل. من كتبه: "الذخيرة في علم الطب"، ترجم كثيراً من الكتب إلى العربية، هلك سنة ٢٨٨ هـ. انظر: السير ١٣/ ٤٨٥ ترجمة رقم ٢٣٢ والأعلام ٢/ ٩٨.
(١) هو موفق الدين أبو محمد عبد اللطيف بن الفقيه يوسف بن محمد الموصلي ثم البغدادي الشافعي، نزل حلب، ويعرف قديماً بابن اللباد، وبابن نقطة، من الفلاسفة، غلب عليه علم الطب والأدب وبرع فيهما، وسمع الحديث والفقه، له "تهذيب كلام أفلاطون" وغيره، مات سنة ٦٢٩ هـ. انظر: السير ٢٢/ ٣٢٠ ترجمة رقم ١٩٥ والأعلام ٦١/ ٤.
(٢) (أن) سقطت من (د).
(٣) هو أبو نصر، محمد بن محمد بن طرخان بن أوزلغ، التركي الفارابي، أخذ المنطق والفلسفة اليونانية وشرحهما لذا يُطلق عليه المعلم الثاني، له تصانيف مثل "آراء أهل المدينة الفاضلة" و"الموسيقى الكبير"، قال الذهبي: "من ابتغى الهدى منها، ضل وحار، ومنها تخرج ابن سينا، هلك سنة ٣٣٩ هـ. انظر: السير ١٥/ ٤١٦ ترجمة رقم ٢٣١ والأعلام ٧/ ٢٠.
(٤) في (ف) حذف.
(٥) اختلف العلماء في أخذ الجزية من الصابئة، وذلك لاختلافهم في تعريف الصابئة، فمن جعلهم من أهل الكتاب قال بأخذ الجزية منهم، ومن جعلهم من غير أهل الكتاب لم يقبل منهم الجزية، وتردد بعض العلماء وجعل الفصل فيهم لأهل الكتاب فإن جعلوهم منهم أخذت منهم الجزية وإن كفروهم لم تؤخذ منهم.
وقال آخرون هم أفضل حالاً من المجوس فتقبل منهم الجزية، وفرق آخرون؛ فقالوا: الصابئة فرق فمن كان فيه شبه من أهل الكتاب أخذت منه الجزية، ومن كان من عبدة الكواكب والأوثان لم تقبل منه. =

<<  <   >  >>