للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحمد القلانسي (١)؟ فقلت: مرة يوافقهم، وربما خالفهم إلى معاني الجمع، فقال: أي شيء تقول أنت؟ فقلت: ما عسى أن أقول أنا، ولكن ما تقول في هذا يا أبا الحسين فإني أحب أن أسمع منك في هذا خاصة شيئًا؟ فقال: لا، أو تقول أنت، فحملني حرصي على أن أسمع منه أن قلت ما كان عندي في ذلك الوقت, قلت: أنا أحسب يا أبا الحسين أن هذا الذي يسمونه فرقاً ثانيًا هو عين من عيون الجمع، يتوهمون به أنهم قد خرجوا عن الجمع، وإنما هو أحد عيون الجمع، فقال: هو كذلك، وأنت [إنما] (٢) سمعت هذا من أبي أحمد القلانسي، فأخبرته أني ما سمعته من أبي (٣) أحمد، فلما قدمت بغداد حدثت (٤) أبو أحمد بذلك، وكان أبو أحمد يعارض ذلك ولا يقطع به، وربما وافقهم فأعجبه قول أبي الحسين، وكذلك كان عند أبي الحسين، فأما أبو أحمد فقد كان (٥) ربما قال: هو صحو وخروج عن الجمع؛ وربما قال: هو شيء من الجمع، ثم قال أبو الحسين ببغداد لما [شاهدهم] (٦): ليس هو عيناً من عيون الجمع، ولا صحواً من الجمع وفرقاً ثانياً، ولكنهم رجعوا إلى ما يعرفون، وحملوا الشيء على عقولهم، فهم يسددون بجهلهم وليس معهم مما يذكرون إلا هذا العلم وهذا الوصف، وكأنهم قد اصطلحوا عليه، وكان يومئ إلى أنهم يتكلمون عن غير حقيقة، وإنما هو شيء يأخذه بعضهم عن بعض، فيزيد بعضهم من بعض بقدر فصاحتهم في العبارة دون الحقيقة، ولهذا كان قوله أول ما قدم بغداد (٧).


(١) هو أبو أحمد، مصعب بن أحمد البغدادي القلانسي، شيخ الصوفية كان مقدمًا على جميع مريدي بغداد، لما فيه من السخاء والأخلاق، مات سنة ٢٧٠ بمكة. انظر: السير ١٣/ ١٧٠ الترجمة رقم ١٠١.
(٢) كذا في (ف) و (د) و (ح)، وفي الأصل (ما).
(٣) في (د) أني.
(٤) كذا في السير ١٤/ ٧٥، وفي جميع النسخ (حدث) ولا يستقيم المعنى.
(٥) (كان) سقطت من (د).
(٦) كذا في (ف) و (د) و (ح) والسير ١٤/ ٧٥، وفي الأصل (شهدهم).
(٧) يقصد أبا الحسين النوري.

<<  <   >  >>