للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأشكال والصفات والمنافع؛ ومن الرُّطُوبات، و"الأعصاب"، والطرق، والمجاري، و"الدِّماغ"، والمنافذ، والقُوى الباطنة من الذِّكْرِ، والفِكْرِ، والتخييل، وقوَّةِ الحفظ.

ففيه القوَّة المفكِّرة، والمذكِّرة (١)، والمخيِّلة، والمحافظة (٢). وهذه القُوى مُودَعَةٌ في خزائن هذه القُبَّة (٣)، مسخَرَةٌ لمصالحه، يستعملها ويستخدمها كيف أراد.

فتأمَّلْ كيف دَوَّرَ - سبحانه - "الرأسَ"، وشقَّ سمعَهُ، وبصَرَهُ، وأنفَهُ، وفمَه؟ وكيف ركَّب كُرِيَّهُ (٤) في بطن الأمِّ من ثلاثةٍ وعشرين عظمًا، وخلق تلك "العظام" على كيفيَّاتٍ مختلفةٍ.

وتأمَّلْ كيف انقلبت تلك "النُّطْفَة" اللَّيِّنَة الضعيفة إلى "العظام" الصُّلْبة الشديدة؟

ثُمَّ تأمَّلْ كيف قدَّرَ - سبحانه - كلَّ واحدٍ من تلك "العظام" بشكلٍ مخصوصٍ، لو وُضِع بخلافِ ذلك (٥) لبطلت المنفعة، وفاتَ الغَرَض. ثُمَّ ركَّبَ بعضَها مع بعضٍ؛ بحيث حصل من مجموعها "كُرَةُ الرأس" على هذه الخِلْقَة المخصوصة.

ولمَّا كان "الرأسُ" أشرفَ الأعضاء الإنسانية، وأجمَعَها


(١) في (ح) و (م): والذاكرة.
(٢) في (ح) و (م): والحافظة.
(٣) العبارة في (ح) و (م) هكذا: في خزائنها.
(٤) كذا ضبطت في (ح)، والمراد: كرة الرأس.
(٥) "لو وُضع بخلاف ذلك" ساقط من (ح) و (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>