للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بـ"بهاك غورائي" و"كابان غورائي" ومعنى الكلمتين واحد وهو "مضيق غوروش" أو "ممر غوروش". ولا يخفى أن "غور" جزء لاسم غوروش بلا ريب. أفلا يثبت هذا أن غوروش هو الذي بنى الجدار وإليه نسبوه من قديم الزمان؟

وهناك شهادة أخرى لا تقل في أهميتها عن الأولى، وهي شهادة لغة بلاد جورجيا التي هي القوقاز بعينها، فقد سمي هذا المضيق باللغة الجورجية من الدهور الغابرة "الباب الحديدي" وترجمه الأتراك إلى لغتهم "دامركبو" وهو مشهور إلى الآن عندهم.

ألف الكاتب التركي وأستاذ التركية والفارسية في سنت بتربورغ، كاظم بك في سنة ١٨٤٥ تاريخًا لهذه الجهات باسم "دربند نامه" وترجم الكتاب إلى الإنجليزية باسم تاريخدربند، فراجعه، ص ٢١.

أما المؤرخون القدماء، فأول من ذكره منهم، هو الرحالة اليهودي الشهير، يوسف الذي كان عائشا في القرن الأول الميلادي ثم ذكره بعد أن عاينه بنفسه المؤرخ بروكويس Procopius في القرن السادس الميلادي، وذلك أن القائد الروماني، بلي ساريس Bolisarius لما أغار على هذه الجهة في سنة ٥٢٨ م كان الرجل معه فشاهد الأرض وما عليها.

سبق لنا أن أشرنا إلى "نهر سائرس" الذي يثبت وصول غوروش إلى هذه البقعة، فهنالك في القوقاز أنهار، ينبع كلها من هذه الجبال. وقد سمى واحد منها بنهر سائرس أي غوروش. وقد وثقت المصادر الأرمنية والكرجية هذا الاسم. وذكره كذلك بعض السياح الأوروبيين من القرن السادس عشر، فهذا أنتوني جن كنسن Anthonie Jenkinson الذي أرسلته شركة تجارية في لندرة إلى إيران من طريق روسيا سنة ١٥٥٧ م، يذكر هذا النهر في رحلته قائلًا بأنه يسمى بنهر سائرس، ثم إن جميع الخرائط التي وضعت لهذه الجهات في القرن الثامن عشر، ذكرت "نهر سائرس" هذا بصراحة تامة). اهـ.

ثم يتحدث أبو الكلام عن خطأ شائع سببه وجود سد آخر على ساحل بحر الخزر تسمى دربند وسماها العرب باب الأبواب فاختلط على بعضهم الأمر فظنوا أن سد دربند هو سد ذي القرنين مع أن هذا السد بني بالحجارة ولا يوجد بين جبلين، فيؤكد أن سد ذي القرنين

<<  <  ج: ص:  >  >>