للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على السور الذي بين أهل الجنة وأهل النار، ثم يقال: يا أهل الجنة، فيطلعون خائفين، ثم يقال: يا أهل النار، فيطلعون مستبشرين، يرجون الشفاعة، فيقال لأهل الجنة وأهل النار: هل تعرفون هذا؟ فيقول- هؤلاء وهؤلاء- قد عرفناه، هو الموت الذي وكل بنا، فيضجع، فيذبح ذبحا على السور، ثم يقال لهم: يا أهل الجنة، خلود لا موت، ويا أهل النار، خلود لا موت".

وروى النسائي (١) منه طرفا من وسطه، وهو قوله: "فتأتي الملائكة فتشفع ويشفع الرسل" وذكر الصراط، فقال رسول الله صلى لله عليه وسلم: "فأكون أول من يجيز، فإذا فرغ الله من القضاء بين خلقه، وأخرج من النار من يريد أن يخرج، أمر الله الملائكة والرسل أن تشفع، فيشفعون بعلاماتهم، إن النار تأكل كل شيء من بني آدم إلا موضع السجود، فيصب عليهم ماء الحياة، فينبتون كما تنبت الحية في السيل".

أقول: في النص الذي مر معنا عدد من مشاهد يوم القيامة وهى بعض من كل، وهي تعطينا تصورا عن تعليم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن طريقة وعظه، فالنص ابتدأ بالإجابة على سؤال ثم كان هناك تذكير بأكثر من مشهد من مشاهد يوم القيامة مما يناسب حال السامعين، وقد طوى النص مشاهد كثيرة من مشاهد يوم القيامة جاءت بمناسبات أخرى أو ذكرها القرآن الكريم ومنه نعلم أن الواعظ يتخير لوعظه ما يناسب حال السامعين، والمحدث يتخير لحديثه ما يناسب حال المخاطبين وقل مثل ذلك في المحاضرة والخطبة والدرس والعلم والتعليم وقد حاولنا أثناء العرض الإجمالي ومن خلال التعليقات أن ننقل أكبر قدر من مشاهد يوم القيامة مع إبراز تسلسل الأحداث بالقدر الذي أسعفتنا فيه المراجع ولم نقف عند الكثير من النصوص؛ لأن أمر القيامة غيب والمسلم مستقر في قلبه التنزيه والتسليم فلا يفوته أن يفهم النصوص على ضوء التنزيه ولا يفوته مع التنزيه أن يسلم: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} (٢).


(١) النسائي (٢/ ٢٢٩) ١٢ - كتاب التطبيق، ٨١ - باب موضع السجود.
(٢) الأعراف: (٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>