للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (١)، {يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (٢).

- ولهول المرور على الصراط يقول الانبياء وتقول الملائكة: اللهم سلم سلم.

- وعلى ضوء نتيجة الحساب والميزان تدقق الملائكة بأحوال المارين، وقد ورد في حديث صحيح أنه يحبس المؤمنون في قنطرة بين الجنة والنار ليقتص من بعضهم لبعض، وقد فهم بعضهم أن على الصراط قناطر يدقق في كل قنطرة على نوع من الأعمال.

- ثم الناس بعد تجاوز قناطر الصراط على نوعين: نوع تساوت حسناتهم وسيئاتهم فهؤلاء أهل الأعراف، وهو سور بين النار والجنة ونوع يكون من أهل الجنان ومن هناك تبدأ مناشدة أهل الجنة ربهم بإخوانهم المؤمنين الذين أدخلوا النار، ولرسولنا صلى الله عليه وسلم في هذا المقام شفاعات: منها الشفاعة بدخول الجنة، فيكون هو وأمته أول الداخلين، ومنها شفاعته لبعض أهل الإيمان من أهل النار. وللأنبياء في ذلك المقام شفاعات بأفراد من أممهم، وللأطفال شفاعات بآبائهم وأمهاتهم، وللعلماء شفاعات بأصحابهم، وللمؤمنين شفاعات بإخوانهم.

- وقد ورد في وصف الصراط نصوص يحتمل بعضها المجاز، ولكن الأصل هو الحمل على الظاهر والتسليم حتى يقع: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} (٣).

- ومما يخفف على المؤمن هول المرور على الصراط ملازمته المساجد، والإحسان في الصدقة، وإقالة المسلم بمصيبته وعثرته، وتيسير الإنسان ما عسر على غيره، وإعانة العباد في حاجاتهم والمشي في قضاء مهماتهم وحماية المؤمن من المنافقين.


(١) الحديد: ١٢ - ١٥.
(٢) التحريم: ٨.
(٣) الأعراف: ٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>