للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الرجل بإذن الله حتى يصعد حالقًا ثم يتردى منه".

١٤٧٦ - * روى مالك عن محمد بن أبي أسامة بن سهل بن حنيف أنه سمع أباه يقول: اغتسل أبي - سهل بن حنيف - بالخرار، فنزع جبة كانت عليه؛ وعامر بن ربيعة ينظر إليه. وكان سهل شديد البياض، حسن الجلد، فقال عامر: ما رأيت كاليوم، ولا جلد مخبأة عذراء، فوعك سهل مكانه، واشتد وعكه، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بوعكه، فقيل له: ما يرفع رأسه. وكان قد اكتتب في جيش. فقالوا له: هو غير رائح معك يا رسول الله، والله ما يرفع رأسه. فقال: "هل تتهمون أحدًا؟ " قالوا: عامر بن ربيعة. فدعاه رسول الله، فتغيظ عليه، وقال: "علام يقتل أحدكم أخاه؟ ألا بركت؟ اغتسل له". فغسل عامر وجهه، ويديه، ومرفقيه، وركبتيه، وأطراف رجليه، وداخله إزاره، في قدح، ثم صب عليه من ورائه، فبرأ سهل من ساعته.

وفي رواية (١) نحوه على قوله: واشتد وعكه وبعده: فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره بالذي كان من شأن عامر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "علام يقتل أحدكم أخاه؟ ألا بركت؟ إن العين حق، توضأ له". فتوضأ له عامر، وصب عليه من خلفه، فراح سهل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس به بأس.

وفي بيان ما ينبغي فعله للمصاب قال البغوي:

قال الزهري: يؤتي الرجل العائن بقدح، فيدخل كفه فيه، فيمضمض، ثم يمجه في القدح، ثم يغسل وجهه في القدح، ثم يدخل يده اليسرى، فيصب على كفه اليمنى في


= وكشف الأستار (٣/ ٤٠٣). وقال: لا نعلم صحابيًا رواه غير أبي ذر، ولا نعلم له إلا هذا الطريق.
مجمع الزوائد (٥/ ١٠٦). وقال: رواه أحمد والبزار، ورجال أحمد ثقات.
١٤٧٦ - الموطأ (٢/ ٩٣٩) ٥٠ - كتاب العين، ١ - باب الوضوء من العين.
(مخبأة عذراء): المخبأة: المخدرة، والعذراء: البكر، والجمع: العذارى.
(ألا بركت): من البركة، وهي الزيادة والنماء، أو الثبات والدوام، أي: هلا دعوت له بالبركة.
(داخلة إزاره): هي الطرف الذي يلي جسد المؤتزر. وقيل: أراد موضع داخلة إزاره من جسده، لا إزاره.
(١) الموطأ (٢/ ٩٣٨) الموضع السابق.
قال محقق الجامع: وهو حديث حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>