للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قيل لي: انظر ها هنا وها هنا في آفاق السماء، فإذا سواد قد ملأ الأفق، قيل: هذه أمتك، ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفًا بغير حساب" ثم دخل ولم يبين لهم، فأفاض القوم، وقالوا: نحن الذين آمنا بالله، واتبعنا رسوله، فنحن هم، أم أولادنا الذين ولدوا في الإسلام، فإنا ولدنا في الجاهلية، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج فقال: "هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون فقال عكاشة بن محصن: أمنهم أنا يا رسول الله؟ فقال: "نعم فقال آخر: أمنهم أنا؟ فقال: "سبقك بها عكاشة".

وللبخاري في أخرى (١) على ابن عباس قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا، فقال: "عرضت على الأمم، فجعل يمر النبي معه الرجل، والنبي معه الرجلان، والنبي معه الرهط، والنبي ليس معه أحد، ورأيت سوادًا كثيرًا سد الأفق، فرجوت أن تكون أمتي، فقيل: هذا موسى، ثم قيل: انظر، فرأيت سوادًا كثيرًا سد الأفق، فقيل: انظر هكذا وهكذا، فرأيت سوادًا كثيرًا سد الأفق، فقيل: هؤلاء أمتك، ومع هؤلاء سبعون ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب" فتفرق الناس، ولم يبين لهم، فتذاكر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: أما نحن فولدنا في الشرك، ولكنا آمنا بالله ورسوله، ولكن هؤلاء هم أبناؤنا، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "هم الذين لا يتطيرون، ولا يسترقون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون" فقام عكاشة ابن محصن، فقال: أمنهم أنا يا رسول الله؟ فقال: "نعم فقال آخر: أمنهم أنا؟ فقال: "سبقك بها عكاشة".

أقول: الرقية في حق بعض الناس ليست هي الأكمل؛ لأن لهم قدمًا عظيمًا في التوكل، والإشارة في هذه الأحاديث إلى فضل ترك الاسترقاء من أمثال هؤلاء لا ينفي جواز الرقية فقد فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال البغوي عند قوله: "لا رقية إلا من عين أو حمة أو نملة"


(١) البخاري (١٠/ ٢١١) الموضع السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>