للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والإجماع على أمر فرعي متعذر. فعلينا أن نعتقد الحق فيما بلغنا ونلتمس العذر كل العذر لمن يخالفوننا في بعض الفرعيات ولا يكون حائلًا بين ترابط القلوب وتبادل الحب والتعاون على الخير (١).

وإليك نقولًا عن أهل العلم تزيد ما قلناه تأكيدًا وتعطيك تصورًا أكمل عما يعتبرونه بدعة:

البدعة في اللغة: كل شيء أحدث على غير مثال سابق كان محمودًا أو مذمومًا.

والبدع: الأمر الذي يكون أولًا ومنه قوله تعالى {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ} (٢) أي لست أول من جاء بالوحي ... أو ما كنت مبتدعًا فيما أقوله.

ومن أسمائه تعالى البديع: لإبداعه الأشياء وإحداثه إياها فيكون بمعنى مبدع أو من بدع الخلق أي بدأه.

وغالبًا ما تدور مادة بدع على الإحداث والاختراع.

البدعة في الاصطلاح:

اختلفت أنظار العلماء فيها فمنهم من توسع في تحديدها ومنهم من ضيقها:

١ - الإمام الشافعي- رحمه الله:

يقسم البدعة إلى حسنة وسيئة، أو محمودة ومذمومة. وهي على هذا تشمل كل حادث بعد عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وعصر الخلفاء الراشدين:

عن حرملة بن يحيى قال: سمعت الشافعي رحمه الله تعالى يقول: البدعة بدعتان: بدعة محمودة، وبدعة مذمومة .. فما وافق السنة فهو محمود، وما خالف السنة فهو مذموم (٣).


(١) من مراجع هذا البحث، كتاب للسيد عبد الله بن محفوظ باعلوي الحسيني الحضرمي رئيس القضاء الشرعي في حضرموت سابقًا.
(٢) الأحقاف: ٩.
(٣) الباعث لأبي شامة ص ١٣، وفتح الباري جـ ١٧ ص ١٠، وقال أخرجه أبو نعيم بمعناه من طريق إبراهيم بن الجنيد عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>