للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المنازعات المادية.

هذه الحركة الفكرية ضد الكنيسة الرومانية لم تكن بنت عالم من العلماء أو جماعة منهم، بل نشأت في البيئات المختلفة في وقت واحد مما يدل على أن الروح السائقة إليها كانت روحاً عامة، فنبغ العالم (امالريك دوبين) وتلميذه (داود دو دينان) وحاولا نشر مذهب وحدة الوجود في مدارس باريس. وظهرت في الوقت عينه بين العامة جماعات دينية، ذات وجهات مختلفة كلها متأثرة بروح الانشقاق على الكنيسة الرومانية نعد منها جماعة "الكانار" التي ظهرت في إيطاليا في القرن الثاني عشر واتخذت لها كنيسة مستقلة وامتدت إلى جنوب فرنسا أيضاً.

وجماعة "تاتشيلم" الذي ادعى أنه إله مساوٍ لعيسى في الدرجة، فاتبعه خلق كثير فتألبت عليه الحكومة والكنيسة وأمسك في مدينة أنفير وقتل سنة ١١٢٤.

وجماعة "أودون" الذي ادعى أنه هو عيسى نفسه قد ظهر يرد الناس عن غوايتهم، ويبصرهم ن عمايتهم، فقبض عليه سنة ١١٤٨ م، وأودع السجن حتى مات فيه.

وجماعة "بييرو دو برويس" الذي قبض عليه وأحرق بالنار حياً في مدينة تولوز من فرنسا سنة ١١٢٤، لأنه كان لا يقر على التعميد ولا يقول بعقيدة حضور الله بذاته الكنيسة، ويرفض الرهبنة والصلاة على الموتى، وعبادة الصليب، وأموراً أخرى لا محل لذكرها هنا.

وجماعة "الهنريسيان" الذين كانوا يضمرون لرجال الكنيسة حقدا يصل لحد الجنون، وتلتحق بهم جماعة الباتاران.

ودون هذه الجماعات فرق البوبليكان والرجال الأطهار إلخ إلخ. ا. هـ فريد وجدي.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>