للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالعقيدة الصحيحة، وأن يحصنوه من الوقوع في أسر مذهب أو فلسفة أو دين أو فرقة ضالة، هذا عدا عن واجبات أخرى تلزم العلماء.

ومن ههنا نقول: إن فروض الكفاية تختلف سعة وعدداً وكمية وقائمين بها من زمن لزمن، ومن مكان لمكان كما أن فروض العين العلمية والعملية في حق المسلم تختلف من زمن لزمن، ومن مكان لمكان، بل من شخص لشخص.

والموضوع الذي نحن فيه من أهم الموضعات التي ينبغي أن تكون محل اهتمام: وذلك هو افتراق الأمة الإسلامية إلى فرق، فرقة واحدة منها ناجية والباقية هالكة أخرويا، على تفاوت في الهلاك الأخروي على حسب بعد أو قرب هذه الفرق من الاعتقاد الحق.

ما هي أسباب الضلال؟ ما هي الفرق التي ذكرتها النصوص بأعيانها؟ ما هي أهم هذه الفرق التي كثرت فيها النصوص؟ ما هي الفرق التي أجمع أهل السنة والجماعة على على تضليلها أو تكفيرها؟ وما هي أهم مقولاتها؟ وبعض هذه الفرق قد انقرض ولكنه قابل للظهور وبعضها لا زال موجوداً، والأمة تعاني منه، وبعضها قديم الظهور وبعضها حديث الظهور، وبعضها يتجدد ظهوره في كل جيل وليس مثل العلم بعد هداية الله عاصماً للإنسان، والكتب في هذا كله كثيرة منها القديم ومنها الحديث ومنها ما يخص فرقاً ولا يخلو كتاب بعد القرآن ولا يخلو كلام بعد كلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مما يمكن أن يؤخذ عليه، ومن أشهر الكتب القديمة في هذه الشؤون: مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري، والفرق بين الفرق لعبد القاهر البغدادي، والملل والنحل للشهرستاني، ومثله لابن حزم، وقد كتب المحدثون عن فرق ظهرت حديثاً كالقرتية نسبة إلى قرة العين الإيرانية الإباحية، والبهائية، والقاديانية، وهذا الوصل يضعك على لبابٍ من الأمر.

* * *

(٢)

في تأملات شاملة لما وقعت به الأمم من قبل وخاصة اليهود والنصارى الذين قص الله علينا من أخبارهم نجد أن من أبواب الضلال الكبيرة:

<<  <  ج: ص:  >  >>