للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومنها: الظاهر وهو اللفظ الذي ظهرت دلالته على المعنى الذي لم يسق له واحتمل غيره احتمالاً مرجوحاً.

ومنها: المفسر وهو اللفظ الذي ظهرت دلالته على معناه الوضعي مع احتمال النسخ وحده.

ومنها: المحكم وهو اللفظ الذي ظهرت دلالته على معناه الوضعي بدون احتمال شيء.

ومن ههنا وجد ما يسمى متشابهاً عند العلماء.

ولكن هناك نصوصاً هي متشابهة في حق الجهلة وبسبب من ذلك ضل من ضل، فمثلاً يوجد من يأخذ من قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ...} (١) أن الأرض لا تملك لأنها لجميع بني البشر وبالتالي فلا ملكية في الأض لأحد، فهؤلاء تركوا المحكم في الشريعة الذي يجيز تملك الأرض وبنوا على متشابه، ولكن هذا المتشابه متشابه في حقهم وليس هو في الأصل متشابهٌ عند العلماء ومن ههنا تقول:

إن أكثر من ضل عن الحق من هذه الأمة إنما ضل بسبب متابعته المتشابه وحمل المحكم عليه، سواء كان متشابهاً في الأصل في اصطلاح الفقهاء أو متشابهاً بسبب من الجهل أو الهوي، والأصل أن يتابع المسلم المحكم ويحمل المتشابه عليه سواء كان متشابهاً في الأصل لا يدركه إلا الراسخون في العلم أو متشابهاً في توهم بعض الناس، ومن ههنا نفرق بن فرقة ضلت في فهم المتشابه في اصطلاح العلماء كالمعتزلة، وبين فرقة ضلت لمتابعة الجهل في قضية لبست عليهم كالخوارج والمرجئة وبعض فرق الباطنية.

وهناك ناس كفروا أصلاً، وحاولوا أن يكفروا المسلمين ولكن من خلال التلبيس عليهم ببعض النصوص المتشابهة فهؤلاء كفار يتعمدون الكفر والتكفير.

* * *


(١) الرحمن: ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>