للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٣ - القائلون بوحدة الوجود]

بمعنى أن الكون جزء من الذات الإلهية، وهنا كفر صريح، وقال تعالى {وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ} (١) وقد كان بعض شيوخنا يفرق بين هؤلاء وبين آخرين يذكرون كلمة وحدة الوجود ويريدون بها أن هذا الكون قائم بأمر الله غير مستغن عنه، فهؤلاء لا يدخلون في الأولين.

أقول: إن على علماء المسلمين أن يصفوا العقائد وأن ينقوها وأن يبتعدوا بأنفسهم عن كل ملتبس، وأن يقدموا العقائد للناس واضحة جلية، وذلك أدب الإسلام في كل شيء، فقد نهينا عن التعمق والتفيهق وقد كان شيخنا رحمه الله لا يترك عبارة أو بيت شعر يمكن أن تلتبس على العامة إلا وعدلها وأصلحها أو فسرها التفسير الصحيح، والمغرمون بالمعميات والألغاز لا يصلحون لإمامة الناس إذا أصبح هذا دأبهم وعادتهم، فالناس يحتاجون إلى البيان الواضح الجلي قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} (٢).

* * *


(١) الزخرف: ١٥.
(٢) النحل: ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>