للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النقص بترجمة عقائدهم عن الفرنسية كما وردت في دائرة معارف القرن التاسع عشر.

في مذهب البابية الخلق مظهر الله ذاته، فالخالق في الإسلام يخلق لأنه أراد أن يخلق. وعند البابية هو يخلق لأنه لا يدرك حيًا مؤثرًا إلا بالخلق. وقد صرح البيان بأن مجموع الكائنات هو الله نفسه فإن فيه ما ترجمته:

"الحق، يا مخلوقاتي أنك أنا" فإذا قامت القيامة رجع الخلق إلى الله وفنوا في وحدته التي صدروا عنها، فيتلاشى إذ ذاك كل شيء إلا الطبيعة الإلهية.

فيرى الرائي من هذا أن أساس البابية مذهب وحدة الوجود بعينه.

أما نظرية البابية في خلق الكون فهي: لله سبعة أحرف مقدسة تمثل صفاته الإلهية وهي القوة والقدرة والإرادة والتأثير والكبرياء والوحي، ولله خصائص أخرى لا تتناهى ولكن هذه الخصائص السبع هي التي استخدمها في خلق الكون المرئي لنا. فالتمثيل المزدوج لهذه الخصائص السبعة القول والكتابة وهي التي منحتنا الخلقة المزدوجة من روح ومادة فباعتبارها قولا هي منبع الأشياء العقلية، وباعتبارها أحرفا هي مصدر كل الأشياء المادية التي لولاها لم توجد المادة. فالعدد سبعة هو العدد المقدس عند البابية. ولكن يوجد عدد آخر أكبر شأنا عند البابية وهو ١٩. وذلك أنه فوق العبارات الخالقة يجب وضع كلمة (حي) لأن الحياة هي مصدر وثمرة السبع خصائص المتقدمة في آن واحد. فإذا حسبنا كلمة حي بحساب الجمل وجدنا الحاء بثمانية والياء بعضرة فيكون المجموع ١٨ فيضم إليها ١ لتكون الكلمة (أحي) فيكون المجموع ١٩ هذا العدد قال عنه الباب نفسه إنه المظهر العددي لله ذاته. قال ولا يجوز الشك في ذلك، فإن كلمة (واحد) التي يعبر بها الله عن نفسه في القرآن لتدل على وحدانيته هي بحساب الجمل (١٩) أيضًا فالواو ستة والألف واحد والحاء ثمانية والدال أربعة فيكون المجموع ١٩ وعليه فالعدد ١٩ معناه (الواحد الذي يمنح الحياة) أي الله الواحد الخالق ثم إن هذا العدد يحصر العدد سبعة الذي هو جملة الخصائص الإلهية التي خلقت هذا الكون من العدم.

أما الصلاة عند البابية فيكتفى منها بمرة واحدة في كل شهر كما ورد في البيان كتابها المقدس. ولم تعترف بالنجاسة المعنوية التي يرفعها الوضوء فلم تعطه إلا جهة الفائدة العائدة

<<  <  ج: ص:  >  >>