للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن نصوص السنة في القلوب

٢٨ - * روى مسلم عن الأغر المزني رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنه ليغان على قلبي، حتى أستغفر الله في اليوم مائة مرة".

قال ابن الأثير:

ليغانُ على قلبي: أي: ليغطى ويغشى، والمراد به، السهوُ، لأنه كان صلى الله عليه وسلم لا يزال في مزيدٍ من الذكر والقربة ودوام المراقبة، فإذا سها عن شيء منها في بعض الأوقات، أو نسي، عده ذنباً على نفسه ففزع إلى الاستغفار.

أقول:

"قال بعضهم مفسراً هذا الحديث ناسباً هذا التفسير إلى رؤيا رأى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام "أنه غين أنوار لا أغيار" ولا شك أن نوع الغين الذي يقع لقلب- رسول الله صلى الله عليه وسلم غير ما يمكن أن يتوهمه بعض الناس من كون هذه الحالة حالة نقص في حقه عليه الصلاة والسلام، إلا أن في الحديث تحريضاً للمؤمنين أن يراعو قلوبهم ويكثروا من الاستغفار لجلائها".

٢٩ - * روى البخاري ومسلم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين، قد رأيت أحدهما، وأنا أنتظر الآخر، حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن، ثم نزل القرآن، وعلموا من السنة. ثم حدثنا عن رفع الأمانة، فقال: ينام الرجل النومة، فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل أثر الوكت، ثم ينام النومة، فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل أثر المجل، كجمرٍ


٢٨ - مسلم (٤/ ٢٠٧٥) ٤٨ - كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار ١٢ - باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه.
٢٩ - البخاري (١١/ ٣٣٣) ٨١ - كتاب الرقاق ٣٥ - باب رفع الأمانة.
ومسلم (١/ ١٢٦) ١ - كتاب الإيمان ٦٤ - باب رفع الأمانة والإيمان من بعض القلوب.
(جذر): الشيء، بفتح الجيم وكسرها: أصله.
(الوكت): النقطة في الشيء من غير لونه.
(المجل): غلظ الجلد من أثر العمل، وقيل: إنما هي النفاطات في الجلد.=

<<  <  ج: ص:  >  >>