للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى غزوة حنينٍ مرَّ بشجرةٍ للمشركين كانوا يُعلقون عليها أسلحتهم، يقال لها: ذات أنواطٍ، فقالوا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواطٍ، كما لهم ذاتُ أنواط. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سبحان الله! هذا كما قال قوم موسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة، والذي نفسي بيده: لتركبن سنن من كان قبلكم".

٥١٦ - * روى الطبراني عن أبي موسى: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بني إسرائيل كتبوا كتاباً فاتبعوه وتركوا التوراة".

أقول: إن بني إسرائيل يعتمدون التلمود أكثر مما يعتمدون أسفار موسى الخمسة التي هي الأسفار الأولى في كتب العهد القديم والتي يطلق عليها بعضهم اسم التوراة، ويبدو أن التوراة جزء منها، وقد داخل هذه الأسفار كلها من التحريف والتبديل الكثير، ومحل التلمود عندهم في العمل أقوى وإن كانت التوراة أقوى في الاعتبار.

٥١٧ - * روى الطبراني عن أبي الزغراء الأزدي قال: قال عبد الله بن مسعود: لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم، وقد أضلوا أنفسهم، إما أن يُحدثوكم بصدقٍ فتكذبوهم أو بباطل فتصدقوهم.

* * *

[التعقيب]

إن أدب المسلم وهو يقرأ كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقيم الأمر ويجتنب النهي، كما أن من آدابه إذا مر بآية أو حديث يتحدث عن كفر أو ضلال أو بدعة أو فسوق أن يتجنب ذلك كي لا يواطئ أهل ذلك في شيء ومن ههنا نهينا عن التشبه، وسن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مخالفة المشركين والكافرين في كل ما يدخل في باب الديانات، وقد ضلت الأمم السابقة ابتداءً عن التوحيد والشرائع كما ضلوا بالتفرق بسبب البغي والابتداع، ومع الضلال


= (أنواط): جمع نوط، وهو مصدر نُطْتُ به كذا وكذا أنوطُ نوطاً: إذا علقته به، ويسمى المنوط بالنوط.
٥١٦ - مجمع الزوائد (١/ ١٩٢). وقال: رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
٥١٧ - المعجم الكبير (٩/ ٤١٣).
مجمع الزوائد (١/ ١٩٢). وقال: رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون.

<<  <  ج: ص:  >  >>