للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لم أُرِد بما سألتك إلا لأحرز عقلك، وإن رجلين من مُزينة أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا: يا رسول الله، أرأيت ما يعمل الناس اليوم، ويكدحون فيه، أشيء قُضي عليهم ومضى فيهم من قدرٍ [قد] سبق، أو فيما يستقبلون به مما أتاهم [به] نبيهم، وثبتت الحجة عليهم؟ فقال: "لا، بل شيء قضي عليهم، ومضى فيهم، وتصديق ذلك في كتاب الله: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} " [الشمس: ٧، ٨].

٦٥١ - * روى الترمذي عن ابن عباس: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: "يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يخفظك، احفظ الله تجدةُ تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفت الصحف".

٦٥٢ - * روى البخاري ومسلم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كنا في جنازةٍ في نقيع الغرقد، فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقعد، وقعدنا حوله، ومعه مخصرةٌ، فنكس، وجعل ينكتُ بمخصرته، ثم قال: "ما منكم من أحد إلا وقد كُتبَ مقعده من النار، ومقعدُه من الجنة". فقالوا: يا رسول الله أفلا نتكلُ على كتابنا؟ فقال: "اعملوا، فكل مُيسرٌ لما خُلق له، أمَّا من كان من أهل السعادة، فسيصيرُ لعمل أهل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاء، فسيصير لعمل [أهل] الشقاء" ثم


= (لأحزر عقلك): قال النووي: لأمتحن عقلك وفهمك ومعرفتك.
٦٥١ - الترمذي (٤/ ٦٦٧) ٣٨ - كتاب صفة القيامة، ٥٩ - باب حدثنا بشر ... إلخ وقال: حسن صحيح. وهو كما قال:
(خلف النبي): خلف النبي على دابته.
(احفظ الله): بملازمة تقواه واجتناب نواهيه.
(تجده تجاهك): تجده معك بالحفظ والإحاطة والتأييد والإعانة.
(رفعت الأقلام): تُركت الكتابة بها.
(جفت الصحف): كناية عن تقدم كتابة المقادير والفراغ منها من أمد بعيد.
٦٥٢ - البخاري (١١/ ٤٩٤) ٨٢ - كتاب القدر، ٤ - باب وكان أمل الله قدراً مقدوراً.
مسلم (٤/ ٢٠٣٩) ٤٦ - كتاب القدر، ١ - باب كيفية الخلق الآدمي .... إلخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>