للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[النصوص النبوية في ابن صياد]

٧٩٩ - * روى البخاري ومسلم، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: إن عمر ابن الخطاب انطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهطٍ من أصحابه قبل ابن صياد، حتى وجده يلعب مع الصبيان عند أطم بني مغالة، وقد قارب ابن صياد يومئذ الحلم، فلم يشعر حتى ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهره بيده، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن صياد: (أتشهد أني رسول الله)؟ فنظر إليه ابن صياد، فقال: أشهد أنك رسول الأميين. فقال ابن صياد لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أتشهد أني رسول الله؟ فرفضه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: (آمنت بالله وبرسله). ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ماذا ترى)؟ قال ابن صياد: يأتيني صادق وكاذب. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خلط عليك الأمر). ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني قد خبأت لك خبيئًا). فقال ابن صياد: هو الدخ. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اخسأ فلن تعدو قدرك) فقال عمر بن الخطاب: ذرني يا رسول الله أضرب عنقه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن يكنه فلن تسلط عليه، وإن لم يكنه، فلا خير لك في قتله).

وقال سالم: سمعت ابن عمر يقول: انطلق بعد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بن كعب الأنصارى إلى النخل التي فيها ابن صياد، حتى إذا دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم النخل طفق يتقي بجذوع النخل، وهو يختل أن يسمع من ابن صيادٍ شيئًا قبل أن يراه ابن صياد، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على فراشٍ في قطيفة له فيها رمرمة أو زمزمة، فرأت أم ابن صياد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتقي بجذوع النخل، فقالت لابن صياد: يا صاف - وهو اسم ابن صياد - هذا محمد، فثار ابن صياد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو تركته بين).

قال سالم: قال عبد الله بن عمر: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس، فأثنى على الله بما هو له أهلٌ، ثم ذكر الدجال، فقال: (إني لأنذركموه، ما من نبيٍّ إلا قد أنذره قومه،


٧٩٩ - البخاري (١٠/ ٥٦٠، ٥٦١) ٧٨ - كتاب الأدب، ٩٧ - باب قول الرجل للرجل: اخسأ.
مسلم (٤/ ٢٢٤٤، ٢٢٤٥) ٥٢ - كتاب الفتن، ١٩ - باب ذكر ابن صياد.
(يختل): الختل: الأخذ عن طريق خفي.

<<  <  ج: ص:  >  >>