للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى صلاة العصر فَعَجَزوا، فأُعْطوا قِيراطاً قِيراطاً. ثم أُوتينا القرآن، فَعمِلْنا إلى غُروبِ الشمسِ، فأُعطينا قِيراطين قِيراطين. فقال أهلُ الكتابين: أيْ ربّنا، أعطيتَ هؤلاء قِيراطين قِيراطين، وأعطيتَنا قيراطاً قيراطاً، ونحن كُنَّا أكثرَ عملاً؟! قال الله عزّ وجلَّ: هل ظَلَمْتُكم من أَجْرِكم من شيءٍ؟ قالوا: لا. قال فهو فَضلي أُوتِيه مَن أشاء".

وفي رواية (١) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: "مَثَلْكُم وَمَثَلُ أهلِ الكِتابَين كمثل رجل استأجَر أُجَرَاء، فقال: مَنْ يَعْمَلُ لي من غَدْوَةٍ إلى نصف النهارِ على قِيراطٍ؟ فعملَتِ اليهودُ. ثم قال: مَنْ يَعْمَلُ لي من نصفِ النهارِ إلى صلاةِ العصر على قِيراطٍ؟ فَعَمِلت النصارى. ثم قال: مَنْ يَعْمَل لي من العصر إلى أن تغيبَ الشمسُ على قِيراطين؟ فأنتم هم، فَغَضِبَت اليهود والنصارى، فقالوا: مالنا أكثرُ عَمَلاً، وأقلُّ عطاءً؟ قالَ: هل نَقَصْتُكُم من حَقِّكُم؟ قالوا: لا. قال: فذلك فَضْلي أُؤتيه مَن أَشاءُ".

وفي أخرى (٢) قال: "إنما أجلْكم في أجَلِ مَن خلا من الأمم، كما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس، وإنَّما مثلُكم ومثلُ اليهود والنصارى، كرجل استعمل عُمَّالاً، فقال: من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط ... " فذكر نحوه، وفي آخره: "ألا فأنتم الذين تعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس، ألا لكم الأجْرُ مرتين، فغضبَتِ اليهود والنصارى" ... وذكر نحو ما قبله.

* * *


(١) البخاري (٤/ ٤٤٥) ٢٧ - كتاب الإجازة ٨ - باب الإجازة إلى نصف النهار.
(٢) البخاري (٦/ ٤٩٥) ٦٠ - كتاب حديث الأنبياء ٥٠ - باب ما ذكر عن بني إسرائيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>