للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فسبيلُ مَنْ هَلَكَ، وإن يَقُم لهم دينهم: يَقُمْ لهم سَبعين عاماً". قال: قلت: أَمِمَّا بقى، أو مما مضى؟ قال: "مما مضى".

قال ابن الأثير:

تدور رَحى الإسلام، يُقال: دارت رَحى الحرب: إذا قامت على ساقها، والمعنى فيما قيل: إن الإسلام عند قيام أمره على سُنن الإستقامة، والبعد من أحداث الظُّلمة إلى أن تنقضي هذه المدة التي ذكرها وهي خمس وثلاثون سنة، ووجهه: أن يكون قاله وقد بقي عمره صلى الله عليه وسلَّم خمس سنين أو ست سنين، فإذا انضمَّت إلى مدَّة خلافة الخلفاء الراشدين- وهي ثلاثون سنة- كانت بالغة ذلك المبلغ، وإن كان أراد خمس وثلاثين سنة من الهجرة، ففيها خرج أهل مصر وحصروا عثمان، وإن كانت سنة ست وثلاثين، ففيها كانت وَقْعَة الجمل، وإن كانت سنة سبع وثلاثين، ففيها كانت وَقْعَة صِفِّين. أ. هـ.

أقول:

وأما قوله: (يقم لهم سبعين عاماً): فقد يكون المراد به قيام الدين على سنن الاستقامة، وغلبة أهل الحق على أهل الأهواء والبِدع، حتى تقوم الحجَّة وتوجد الأسس التي يستمر بها الدين الحق على كثرة أهل الضلالة والمنحرفين.

٩٠٠ - * روى أحمد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: "تعوذوا بالله من رأس السَّبعينَ ومن إمارةِ الصبيانِ". وقال: "لا تذهبُ الدنيا حتى تصيرَ لِلُكَعٍ ابنِ لُكَعٍ".

أقول:

وكان أبو هريرة رضي الله عنه يستعيذ من أن تدركه سنة ستين وإمرة الصبيان، وسنة ستين هي السنة التي تأمَّر فيها يزيد بن معاوية، وبعد وفاته أمَّر ابنه معاوية وكان صغيراً


٩٠٠ - أحمد (٢/ ٣٢٩). ورجاله رجال الصحيح غير كامل بن العلاء وهو ثقة وقال في التقريب: صدوق يخطئ. وكشف الأستار (٤/ ١٢٦).
مجمع الزوائد (٧/ ٢٢٠). وقال: رواه احمد والبزار ورجال أحمد رجال الصجحيح غير الكامل بن العلاء وهو ثقة. وقال في التقريب: صدوق يخطئ.
(اللُكَع): العبد، واستعمل في الحمق والذم.

<<  <  ج: ص:  >  >>